حمص-سانا
يجلس محمد محاطاً بعدد كبير من القطع الإلكترونية الدقيقة بعد إصلاح ما تعطل منها ليعيد تجميعها ضمن لوحة الكمبيوتر وقد علت وجهه تعابير الفرح بنجاح محاولته هذه بعد أشهر من التدريب في مركز المعلوماتية في مجمع مراكز التدريب المهني بحمص.
محمد علي الصقر وآخرون استفادوا من الفرصة التي يقدمها المجمع لعدد كبير من الراغبين بتعلم مهنة تساعد على رسم معالم طريقهم المستقبلي مبيناً في حديثه لنشرة سانا الشبابية أنه تمكن حتى الآن من معرفة سبل إصلاح الأعطال وصيانة الكمبيوتر بعد التعرف على جميع محتوياته وما يضمه من أجزاء بهدف ممارسة هذا العمل لتحسين دخله المادي.
ويشهد مجمع مراكز التدريب المهني بحمص إقبالاً لافتاً من قبل الشباب الراغبين باكتساب مهارات مضافة وتعزيز خبراتهم في مجالات حرفية متنوعة تمهيداً لدخولهم سوق العمل إذ يسعى المجمع إلى تحقيق قدر عال من التأهيل والتدريب السريع خلال عام دراسي واحد للقوى العاملة من أعمار 16 وحتى 35 ورفع كفاءتهم في مختلف القطاعات المهنية بهدف تلبية احتياجات سوق العمل المحلية اضافة لتقديم المساندة في خلق فرص عمل وورشات صغيرة ومتوسطة.
في المركز نفسه تدرس الشابة رغد عروق التي تعرب عن ارتياحها الكبير كونها استفادت من التدريب بما يلبي شغفها بالكمبيوتر وعلوم الحاسب من خلال التعرف على الكمبيوتر وأقسامه والخوض في غمار هكذا علم وممارسته كمهنة رائجة جداً اليوم.
أما الشاب باسل مراد طالب جامعي يدرس في كلية الاقتصاد وكذلك الشابة دعاء الخضر طالبة جامعية فقد أشارا إلى أنه ومع كم المعلومات والخبرات التي يتلقانها ورفاقهما في المجمع أصبحا قادرين على تدريس المعلوماتية للطلبة بالمدارس لاحقاً من خلال التعاقد مع مديرية التربية بالوكالة ولاسيما في الأرياف التي تفتقد لهكذا كوادر مهنية مدربة.
على نحو مشابه تجري الأمور في مركز السيارات حيث يقول الشاب خالد موسى أنه يستفيد ورفاقه من التدريب العملي بشكل فعلي انطلاقاً من تشغيل السيارة وحتى الإطفاء مع إيضاح الفروقات ما بين محرك الديزل والبنزين وما يميزهما إضافة للتدريب على خراطة المحركات وبعض الآليات الزراعية وكهرباء السيارات.
وأشار عدد من الشباب المتدرب في مركز المعادن إلى أهمية اكسابهم الخبرات التي تمكنهم من تصنيع القوالب المعدنية والعمل على آلات الـ (سي ان سي) المبرمجة إضافة إلى الآلات التقليدية مؤكدين أن هذه المهن رائجة جداً هذه الأيام ما يعزز من امكانية حصولهم على فرص عمل جيدة والأمر نفسه في قسم الخراطة والتسوية الآلية حيث يتمكن المتدربون من العمل على المخارط والآت الجلخ والتسوية ومثل ذلك في قسم الحدادة الذي يؤهل كادراً حرفياً لتصنيع الأثاث المعدني بكفاءة عالية.
الدكتور فيصل حنو مدير مجمع مراكز التدريب المهني بحمص التابع لوزارة الصناعة أوضح أنه يوجد حالياً نحو 310 من الشباب يتدربون على مختلف الاختصاصات منها المعلوماتية وإدارة الأعمال وميكانيك السيارات والتكييف والتبريد منوهاً بأن واقع التدريب والإقبال على المجمع يشهد تنامياً أكثر من قبل على الرغم من وجود بعض الصعوبات.
ويسعى المجمع بحسب حنو لتنفيذ دورات سريعة ومكثفة قريباً في خطوة نوعية لتحويله من تدريبي إلى مركز انتاجي وسبق أن تم افتتاح مشغل الخياطة بالمجمع وانتقل من التدريب إلى الإنتاج بالتعاون مع شركة وسيم للألبسة الجاهزة حيث تهدف إدارة المجمع ووزارة الصناعة إلى الاستفادة من كافة الإمكانيات المتاحة واستثمار الطاقات الشبابية بالتعاون مع عدد من الجهات العلمية والاقتصادية.
ولفت المدرب غانم حمود الذي يدرب في قسم المعلوماتية إلى أنه يتم في مخابر قسم المعلوماتية التدريب العملي على مختلف برامج الحاسوب ومدة الدورة سنة يحصل الطالب في ختامها على شهادة مهنية موقعة من وزارة الصناعة تؤهله لممارسة المهنة أو متابعة الاختصاص وفقاً لرغبته.
أما محمد الموسى مدرب الميكانيك فيقول: ندرب الطلبة على أجزاء المحرك الميكانيكي للآليات الثابتة والمتحركة وانظمة المحرك واستطاعته للإحاطة بطريقة عمله حيث تضم الورشات تدريباً عالياً على محركات ديزل وبنزين للسيارات الصغيرة إضافة إلى محركات التركس.
المهندسة رولا سليمان رئيسة مركز السيارات بالمجمع أشارت إلى أن المركز مؤلف من عدة ورشات منها ورشة الديزل والبنزين والحركة والخراطة ويتم تدريب الشباب وتأهيلهم لرفد المؤسسات والشركات وبالتالي دعم سوق العمل والإنتاج.
تمام الحسن