الشريط الإخباري

موسوعة الشعر الفلسطيني ليوسف حطيني منجز توثيقي ضخم يطل على القراء العرب من دمشق

دمشق-سانا

موسوعة الشعر الفلسطيني كتاب أدبي شامل يوثق من خلاله مؤلفه الناقد الدكتور يوسف حطيني مسيرة قرن كامل من رحلة الشعر في هذا البلد العربي وسط ما ألم به من مؤمرات ومحن واحتلال وتهجير.

وجاء الاحتفال الذي نظمه الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين ودار توتول للطباعة والنشر والتوزيع بالمركز الثقافي في أبو رمانة لإطلاق الكتاب فرصة للتعريف بمضمونه من خلال رصد أكثر من ألف مجموعة شعرية كتبها الشعراء الفلسطينيون في العصر الحديث.

الأديب محمد أحمد الطاهر مدير دار توتول تحدث في تصريح لـ سانا عن أهمية هذا الكتاب الذي يقع في 600 صفحة من القطع الكبير لأنه يوثق لمسيرة شعرية فريدة في بلد عانى ويلات الاحتلال والتهجير ولكن ظل شعراء يلهجون بالمقاومة واسترداد الأرض معرباً عن اعتزازه بطباعة هذا العمل وإخراجه في أبهى حلة تليق بالمضمون ليكون سادس كتاب للدكتور حطيني يصدر عنها.

الأديب والإعلامي عماد نداف الذي قام بالإشراف الفني على طباعة الكتاب أشار بدوره إلى أن الدكتور حطيني سعى من خلال مؤلفه إلى تقديم موسوعة بصيغة متكاملة عن الحالة الشعرية الفلسطينية منذ الحرب العالمية الأولى مقسماً إياها إلى فصول بدءاً من الشاعرين يوسف النبهاني وسليم اليعقوبي اللذين طغى على نتاجهما الموضوع الديني والوعظ الأخلاقي ومرحلة وعد بلفور والحرب العالمية الثانية واندلاع الثورات الفلسطينية الكبرى وتكريس الموضوعات الوطنية والقومية كما في شعر إبراهيم طوقان وعبد الرحيم محمود.

ويبين نداف أن الموسوعة توقفت أيضاً عند أدب الوطن المحتل الذي اتسم بالمباشرة بشكل عام كما هو الحال عند توفيق زياد وسميح القاسم وأدب الشتات الذي اتسم بعدم المباشرة كما في شعر أبي سلمى وحسن البحيري.

وتنتقل الموسوعة وفقاً لنداف لتسجل بدقة للشعر الفلسطيني عندما انطلقت الثورة بوجه الاحتلال واندلعت الانتفاضات مسجلة ملاحم كبرى حيث قدم شعراء فلسطين معجماً ثورياً أنتجوا عبره شعرا يعتمد الرمز والأسطورة والصورة الموحية مستثمرين كل ما أنجزته الحداثة الشعرية كما في تجربة محمود درويش وفدوى طوقان وعز الدين المناصرة وصولاً إلى التجريد عند محمد حلمي الريشة ومراد السوداني.

وأشار نداف إلى أهمية إطلاق الكتاب من دمشق التي ولد فيها المؤلف لأسرة فلسطينية نزحت من طبرية وتعلم في مدارس الفيحاء وجامعتها لأن هذه المدينة بالنسبة لكل فلسطيني هي الموئل الثقافي والوطني والقومي.

بدوره قال الإعلامي الكاتب عمر جمعة موسوعة الشعر الفلسطيني للمبدع حطيني تعد حتى اللحظة أضخم مشروع توثيقي للشعر الفلسطيني الحديث وهي إضافة مهمّة جداً للمكتبة العربية التي تحتاج حقاً لتبيان مكانة هذا الفن الإبداعي الخلاق الذي ميز الحركة الأدبية في فلسطين وقد اتبع حطيني منهجاً علمياً متقناً ودقيقاً في بحثه وتقصيه مضبوطاً بمصادره ومراجعه ودراسة موضوعاته وبهذا يكون كتاباً شاملاً وتتويجاً لجهد بدأه الكاتب على مدار عشر الشاملة.

واعتبر الأديب الدكتور حسن حميد أن هذا الكتاب رسالة إلى العالم بأن فلسطين في حياة شعبها وأدبائها وكتابها باقية ولا يمكن التخلي عنها منوها بالجهد الضخم الذي بذله حطيني في إعداد هذا الكتاب.

وخلال حفل الإطلاق الذي أدارته الشاعرة سمر تغلبي تطرقت رئيسة ثقافي أبو أمانة رباب أحمد إلى بروز توجه عند الباحثين بالتوثيق لأدبنا ورموزه والذي يصب في رأيها في صيانة إرثنا الحضاري في وجه ما يطاله من غزو ثقافي وإعلامي.

محمد خالد الخضر

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency