اللاذقية-سانا
تتواصل فعاليات مهرجان /معا الى سورية/ الذي اطلقته وزارة الثقافة بداية العام الحالي على مسارح اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة و السويداء في إطار تنشيط الحراك الثقافي في سورية وتنويعه.
وكان جمهور المهرجان الذي تشارك فيه فرق فنية محلية تنتقل بين المحافظات على موعد في اللاذقية مساء امس مع فرقتي ارادوس وعتبات اللتين احيتا معا امسية موسيقية وراقصة على مسرح دار الاسد للثقافة.
عتبات جديدة من التميز في الموسيقا انتقل اليها الحاضرون مع نحو 50 عازفا ومغنيا من فرقة عتبات بدأت مع أغنية /وهم العمر/ من كلمات الشاعر محمود درويش والحان احمد حطاب قائد الفرقة التي ادخل فيها غناء مشتركا عكس حالة التعايش بين اطياف الشعب السوري.
ولاقى الاداء الافرادي لـ/هبة زيتي وجودي علي وهبة الله عيد وهادي غزال واية حطاب/ ومعهم المجموعة في تقديم اغان من التراث السوري استحسان الجمهور وتصفيقهم المتواصل ولاسيما انها عكست تنوعا في الاصوات مع اختلاف المحافظات التي قدموا منها.
وبعد أن بدات الامسية بغناء للقدس والوطن اختتمتها الفرقة بموشحات حلبية بصوت هادي غزال والمجموعة لتضع الحاضرين أمام حالة حب وترابط بين الوطن والانسان وشوق لعودة حلب كما كانت مدينة الفن والطرب قبل ان تقدم فرقة ارادوس للمسرح الراقص حكاية سورية وصمود شعبها عبر التاريخ في رقصات أخذت عنوانا لها /الكلمة واللون واللحن/ وهو ما اخرجته سورية ونشره شعبها الى العالم.
عدة لوحات راقصة لارادوس القادمة من مدينة طرطوس ربطت بين اصالة الشعب السوري وحضارته وقصة حياته التي التصقت باسطورة طائر الفينيق الذي يعود للحياة في كل مرة على الرغم من كل ما يتعرض له لتعكس بالرقص والموسيقا قوة هذا الشعب عبر المراحل التاريخية التي مرت بها سورية.
وتضم فرقة عتبات التي تاسست في اب عام 2013 نحو سبعين موسيقيا ومغنيا من الشباب الوافد الى محافظة طرطوس جراء الازمة بعد ان احتضنها مركز عتبات الموسيقي بحسب عمار محمد مدير الفرقة ومؤسسها الذي يوضح في تصريح لنشرة سانا الثقافية إن “الفرقة تضم نخبة من الفنانين من عشر محافظات لتكون انعكاسا لحالة الحب
والتآخي التي تجمع الشعب السوري” مشيرا إلى أن معهد عتبات حرص على استثمار طاقات الشباب الوافد الى المحافظة لتجمع الفرقة خبرة عازفين يصل عمرهم الى ستين عاما مع عازفين لا يتجاوزون 13 عاما.
ويؤكد مدير الفرقة الحاجة الى تفعيل الحراك الثقافي ومعالجة الواقع الانساني في سورية من خلال التركيز على الموسيقا والفن المحرك الاساس للوجدان لافتا إلى “المجموعات التكفيرية تجد في الفن عدوا لها”.
ورأت آية حطاب عضو الفرقة أن طرطوس كانت الحضن الدافئ لعائلتها الوافدة اليها من الرقة ومنحتها الفرصة لتكون ضمن هذا الفرقة لتسهم في” إحياء التراث السوري بشكل جديد ومميز ..حلم والدها الملحن أحمد قائد الفرقة” معربة عن أملها بأن تتطور الفرقة وتنجح في هدفها فيما اعتبر هادي غزال عضو الفرقة الوافد من حلب أن عتبات تثبت أن “الشعب السوري كله واحد وأتاحت له شرف الغناء لسورية وشعبها وقائدها”.
أما فرقة أرادوس فتأسست عام 1992 وأعيد تشكيلها عام 2007 وتتبع لوزارة الثقافة وتضم 16 راقصا وراقصة ويدربها ثابت عمرات وعماد الأحمد وحنان محمود.
ويوضح عمران أن المهرجان يمثل تجربة مهمة للفرق جميعها وخاصة لتلك غير المعروفة على الساحة السورية ويعطي اعضاءها فرصة المشاركة واكتساب التجربة والخبرة من خلال الاطلاع على تجارب الاخرين والتشجيع على الحركة والرقص على المسرح ولاسيما في مثل هذه الظروف التي تمر بها سورية التي أثرت سلبا على الحراك الفني.
بدوره يشير الأحمد الذي يعمل على نقل خبراته كعضو في فرقة الرقة للفنون الشعبية ومدربا لفرقة اسماعيل عجيل في الرقة إلى أن فرقة ارادوس تعمل على احياء التراث السوري ونقل العادات والتقاليد التي يتمتع بها الشعب السوري الى الخارج وهو ما كان يعمل عليه مع فرقة الرقة و اسماعيل عجيل حيث قدم عروضا في اكثر من 46 بلدا.
ورأى الباحث والموءلف الموسيقي زياد عجان ان المهرجان على “مستوى عال من حيث التنوع واحتضان الفرق لعازفين متميزين” مشيرا الى ان الفرق المشاركة والتي قدمت حفلاتها على مسرح دار الاسد في اللاذقية تحرص على نقل التراث السوري الغني لتقدم فقرات من صميم الحضارة السورية تعكس طابع الشعب السوري وحضارته.
وفي اللاذقية لن يكون جمهور المدينة وحده امام فعاليات المهرجان اذ سينتقل الى المراكز الثقافية في المناطق حيث ستقام الشهر القادم امسية على مسرح المركز الثقافي في مدينة جبلة ومنه الى باقي المراكز ليصل المهرجان الى اوسع شريحة من المواطنين والمهتمين بالفن والموسيقا وفقا لمدير الثقافة في المحافظة مجد صارم الذي يوضح ان المهرجان متجدد دائما ويقدم فرقا موسيقية متنوعة توءكد ان سورية نابضة بالحياة عل الرغم من كل الظروف الصعبة المحيطة.
ويشير صارم الى ان المهرجان يعبر عن تحدي السوريين “للارهاب بالفن والموسيقا” ويسهم في ابراز الصورة الحقيقية لوطنهم الذي كان دائما عبر التاريخ حاضنا للفن وللحضارات لافتا الى ان الفرق المشاركة تعكس ثقافات متنوعة وغنية وملونة على المسرح وتمثل مختلف المحافظات لتكون التظاهرة الاولى على مستوى سورية بهذا الشكل.