الشريط الإخباري

إله الشمس الحمصي جعل نهر العاصي يصب في نهر التيبر.. محاضرة لفيصل الجردي في ثقافي حمص

حمص-سانا

سرد أستاذ القانون فيصل الجردي في محاضرته بعنوان “إله الشمس الحمصي جعل نهر العاصي يصب في نهر التيبر” السيرة التاريخية لإله الشمس الحمصي خلال قرن ونيف من الزمن مبرهنا أن عبادة إله الشمس “روضت” العقل الروماني الذي كان يدين بالولاء لإلهة الجبروت والقوة ليقبل البشارة في المحبة والسلام.

وركز الجردي في محاضرته التي جاءت ضمن البرنامج الثقافي لجمعية العاديات في ثقافي حمص على الاهمية التاريخية لسورية والتي كانت تتربع على الحد الفاصل بين عيني العالم “الامبراطوريتين الرومانية والفارسية” ما أكسبها الى جانب تراثها الحضاري العريق تلاحما حضاريا بين الشرق والغرب انتج للعالم تراثا إنسانيا عظيما تعتبر الديانات السماوية أهم مظاهره.

وأوضح الجردي أنه لم يكن في الإمبراطورية الرومانية كلها منطقة تفوق سورية في صناعاتها ورخائها وكان يعمرها في زمن تراجان 98-117 للميلاد عشرة ملايين من الانفس وكان في الولاية نحو خمسين مدينة تستمتع بالماء النقي والحمامات العامة إضافة إلى ساحات الألعاب والمحاضرات والموسيقا والمدارس والهياكل والأروقة المعمدة والتماثيل العامة ومعارض الفن العمومية وهي المظاهر التي كانت تمتاز بها المدن الهيلينستية في القرن الأول الميلادي وكان من أقدم مدنها دمشق التي أطلق الأقدمون على نهرها “بردى” نهر الذهب اعترافا منهم بفضله وكانت تلتقي عندها كثير من القوافل وتفرع في أسواقها غلات ثلاث قارات.

وأضاف إنه إلى الشمال من دمشق كانت مدينة حمص تنعم بالازدهار والرفاهية وكانت تحتضن معبد إله الشمس المشيد في مكان الجامع النوري الكبير الذي كان يطلق عليه اسم “إيلا جبال” وقد عبدته روما تحت اسم “ايلاجبالوس الحمصي” وكان يمثله كرمز له حجر نيزكي أسود سقط من السماء فأقيم له ذلك المعبد المزخرف الجميل الذي تقام فيه الاحتفالات ومراسم التقديس وتقديم القرابين.

وقدم المحاضر لمحة عن أشهر الأباطرة الرومان الذين حكموا روما وارتبطوا بأصول عربية ومنهم “سيبتيميوس سيفيروس” وهو من أسرة كنعانية كان يؤمن بالتنجيم وقبل أن يرتقي عرش روما بستة أعوام كان قائدا لحامية رومانية في سورية عندما تعرف على أسرة “شمسيغرام” الحاكمة في حمص وهي من أصل عربي وكان منها كاهن معبد الشمس الأكبر “باسيان” تعيش في كنفه ابنته جوليا دومنا وافرة الذكاء ذات الثقافة الواسعة والجمال الأخاذ وعندما علم سيفيروس أن طالعها يدل على أنها ستتزوج إمبراطورا تعرف عليها فأحبها وتزوجها ليصبح أمبراطورا على روما عام 193 للميلاد.

ولفت الجردي إلى أن المؤرخين توصلوا إلى أن أصل إله الشمس العربي ظاهرة انفردت بها مدينة حمص لأن عبادة الشمس كانت عند البدو قليلة الأهمية بالنسبة إلى غيرها من العبادات لما كان للشمس من سطوة على الإنسان في الصحارى الملتهبة بالحرارة الحارقة وهذا ما يفسر تعلقهم بعبادة الآلهة القمرية مثل اللات الأكثر انتشارا قبل الإسلام في أصقاع الجزيرة العربية وبلاد الشام التي كان العرب يعتقدون أنها أم الآلهة جميعا.

تجدر الإشارة إلى أن الجردي هو محام وروائي وفنان تشكيلي له عدة روايات أشهرها “الهارب من الأسر والأميرة” وشارك في عدة معارض عربية ودولية وشغل سابقا منصب رئيس فرع جمعية العاديات التاريخية الأثرية في حمص.

حنان سويد

انظر ايضاً

استشهاد وإصابة عدد من المدنيين جراء عدوان إسرائيلي استهدف نقاطاً في مدينة حمص وريفها

حمص-سانا استشهد وأصيب عدد من المدنيين فجر اليوم، جراء عدوان إسرائيلي