الشريط الإخباري

مصممة أزياء مسلسل بنت الشهبندر رجاء مخلوف بين الابتكار والصعوبات

دمشق-سانا

لا يمكن لأي عمل درامي تاريخي أن يكتمل دون أزياء تناسب الفترة التي تجري فيها أحداث المسلسل سواء كان يتناول التاريخ القديم أو الحديث وهو ما يتطلب جهدا مضاعفا من قبل مصممة الأزياء وبحثا وتنقيبا في المراجع التاريخية المصورة على قلتها لمعرفة طريقة اللباس التي كانت سائدة في الفترة الزمنية التي يتناولها كل مسلسل.3

وفي المسلسل السوري اللبناني /بنت الشهبندر/ الذي قاربت عمليات تصويره على الانتهاء في منطقة جبيل اللبنانية أنجزت مصممة الأزياء الدرامية السورية رجاء مخلوف مئات القطع من الملابس لتناسب شخصيات المسلسل  الذي تدور أحداثه  في الفترة ما بين أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين تمهيدا لعرضه في رمضان القادم.

وقالت رجاء لـ/سانا/ الثقافية انها عندما قرأت نص العمل الذي يخرجه سيف الدين سبيعي وكتب له السيناريو هوزان عكو لم تكن تتوقع أن يكون عملا ضخما بالشكل الذي لمسته في مواقع التصوير ما اضطرها الى زيادة قطع الملابس لكي تتناسب مع العدد الكبير من الكومبارس في بعض المشاهد.. ولكون العمل يتناول الطبقة الغنية في المجتمع وأثرياء التجار في لبنان وسورية بشكل خاص فقد استخدمت في أزيائها الأقمشة المخملية والبروكار والحرير الدمشقي بالألوان الغنية الحارة كالخمري والنيلي والذهبي.000

واستوحت رجاء أزياء مسلسل بنت الشهبندر الذي يقوم ببطولته قصي خولي وسلافة معمار من عدة مصادر كلوحات المستشرقين والمراجع العربية والأجنبية من مكتبتها الخاصة ككتاب للموءرخ العراقي عامر حسون الذي يضم صورا توثق تاريخ بلاد الشام وتاريخ سورية تحديدا مع الاشارة الى أن الأزياء في سورية ولبنان متشابهة الى حد بعيد.. كما استعانت بمواقع الانترنت التي تحكي عن فترة الاحتلال العثماني لبلاد الشام وهي فترة ليست بعيدة نسبيا .

ثم بدأت رحلة البحث عن الأقمشة اللازمة والمعاناة في تأمينها من الأسواق السورية التي باتت خياراتها محدودة بسبب الأزمة ما جعل مصممة أزياء الزير سالم تتكيف مع هذه الخيارات وايجاد الأقمشة البديلة التي تعطي الانطباع والاحساس المطلوب لانجاز الزي المناسب بشكل لائق موءكدة أن لاشيء يعيق الانسان السوري عن انتاج الجمال والتألق في الحياة بعيدا عن اليأس الذي قد تسببه الأزمة للآخرين.

وتابعت مصممة ازياء الملك فاروق انها قامت بتنفيذ أزياء مسلسل بنت الشهبندر بأكملها في ورشتها بدمشق بعد أن حصلت على مقاسات الممثلين عبر وسائل الاتصال الحديثة كالواتس اب وكان يتم اجراء التعديلات على الألوان والمقاسات والتفصيلات من خلال هذه الوسائل يساعدها في ذلك فريق عمل من خمسة أشخاص يعملون لأكثر من عشر ساعات يوميا مشيرة الى المخاطر التي كانوا  يتعرضون لها خلال ذهابهم من هذه الورشة واليها بسبب قذائف الهاون التي يطلقها الارهابيون على المدنيين.1

كما تحدثت عن الصعوبات التي واجهتها في نقل الأزياء الى لبنان حيث بقيت الشاحنة التي تحمل ثياب الممثلين مدة يومين على الحدود ما أدى الى تأخر البدء بالتصوير حتى تصل هذه الثياب ويتم تنزيلها وفرزها وتعليقها .. كل هذا اضافة الى الظروف المناخية الصعبة التي يتم خلالها تصوير العمل .

وعن الفرق بين أزياء النساء والرجال في الأعمال الدرامية التاريخية قالت رجاء الحاصلة على ثلاث جوائز أدونيا كأحسن مصممة أزياء ان أزياء النساء أكثر تنوعا وتعقيدا وفيها هامش للابتكار لكونها تضم عدة طبقات فوق بعضها في حين تتسم أزياء الرجال بالبساطة وهي محدودة .. ولفتت الى أنها تظل في حالة ابتكار وتعديل على الزي الى أن يتم التصوير فتضيف بعض اللمسات دون المساس بالخطوط العامة للزي فمن حقها كمصممة أن تضع بصمتها على القطعة ليخرج عملها في النهاية بصورة فنية أشبه باللوحة
بحيث لا ينتهي الابداع والابتكار الجمالي الا في لحظة التصوير.

وتعتز رجاء بتصميم أزياء بنت الشهبندر الذي تتوقع أن يحظى بنسبة مشاهدة كبيرة لكونه يأخذ المشاهد الى أجواء وجدانية وعاطفية ضمن اطار تاريخي بعيدا عن أجواء الأزمة الحالية مشيرة الى أنها ستبدأ في المرحلة القادمة بتصميم أزياء مسلسل /حرائر/ الذي سيبدأ تصويره في دمشق والمحافظات السورية قريبا ويحكي عن النساء السوريات المتنورات في فترة مهمة من تاريخ سورية بداية القرن التاسع عشر.2

ومسلسل بنت الشهبندر من انتاج شركة /ام ار 7/ السورية الخاصة ويشارك في بطولته اضافة الى خولي ومعمار كل من رفيق سبيعي ومنى واصف وقيس الشيخ نجيب.. ومن الجانب اللبناني فادي ابراهيم وطوني عيسى وسميرة بارودي.. أما مدير التصوير والاضاءة فهو يزن شربتجي.

ويتناول العمل حكايا الحب والقصص الاجتماعية التي عاشتها أسر سورية كانت تقيم بولاية بيروت مع بداية انهيار الدولة العثمانية مركزا على المصاهرات والتداخل الاجتماعي بين الأسر السورية واللبنانية التي كانت تجمعها شبكة علاقات اجتماعية.

سلوى صالح