الشريط الإخباري

الجثمان مسجى بدمشق والعزاء في الجولان المحتل.. رحل نواف والجولان عائد

الجولان السوري المحتل-سانا

أسلاك شائكة وحقول ألغام حالت بين نواف مسعود وأهله في الجولان السوري المحتل على مدار أربعة عقود ليغادر الحياة بعيداً عن أهله وأرضه في الجولان المحتل.

حكاية جولانية تتكرر بين الحين والآخر بين الأسر التي شتتها الاحتلال منذ عدوان 1967 ومزق بينها ومنع التواصل.. الحكاية التي لا تنتهي إلا بنهاية المحتل.

نواف الذي قصد جامعة دمشق نهاية سبعينيات القرن الماضي بمنحة دراسية من القائد المؤسس حافظ الأسد خص بها طلاب الجولان السوري المحتل لم يعد إلى قرية مسعدة مسقط رأسه منذ ذلك الحين حيث بقي يحلم ببساتينها وروابيها ليرحل اليوم دون أن يودعه أشقاؤه وأصدقاؤه وجيرانه ويلقوا عليه نظرة الوداع الأخير ويغطي وجهه تراب الجولان الذي عشقه.

عرف نواف بمواقفه الوطنية الثابتة وأصر أن يبني منزله في قرية عين التينة ليبقى مطلاً على قرية مجدل شمس المحتلة وقريباً من أرضه.

إميل مسعود ابن شقيق الراحل أكد أن وطنه الذي احتضن عمه خلال سنوات طويلة من طالب جامعي إلى طبيب ناجح كان له الفضل الكبير وكانت فيه المحطات التي صقلت حياة الراحل الذي بقي متمسكاً بحلم العودة إلى أرضه في الجولان المحتل لافتاً إلى أن الجولان اليوم يودع أحد أبنائه وسط غصة كبيره بعدم السماح بإلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه وعدم سماح الاحتلال الإسرائيلي بعبوره وعودته إلى الجولان المحتل حتى وهو مسجى.

شقيق الراحل هايل مسعود قال: إنها أصعب الحالات الإنسانية التي نواجهها بوداع أقرب الناس إلينا دون أن نكون بين أبنائه وزوجته نشاطرهم الحزن على فراق نواف ونكتفي ببث المشاعر عبر الهاتف والتواصل عن بعد إذ أن الاحتلال لا يسمح لنا بالزيارات التي هي أبسط حقوقنا في أصعب اللحظات.

كلمات الأهل والأصدقاء ورفاق الدراسة الذين عاشوا مع الراحل سنوات طويلة تعانقت مع برقيات الأحبة من داخل الوطن التي أكدت جميعها على موقف الجولان الثابت والراسخ رغم ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء الجولان الصامدين والصابرين.

بالأمس كانت وسائل التواصل الاجتماعي حاضرة وعابرة حقول الألغام وتحصينات المحتل لتشارك الأهل في جرمانا التي احتضنته على مدار سنوات طويلة فالجثمان مسجى فيها والعزاء في مسعدة بالجولان المحتل والألم والدموع واحد .. فهنا الأهل عيونهم ترنو نحو معبر القنيطرة شريان الحياة الذي يعيد الروح للجولان ولا يزال مغلقا وسط تعنت صهيوني غاشم وموقف دولي صامت عن أبسط حقوق أهلنا في الجولان المحتل.

الإرادة السورية باقية وإن رحل الدكتور نواف وآخرون الآن حلم التحرير لن يرحل بل يزيدنا إصراراً وتمسكا بأن الجولان عائد لا محالة إلى سورية الوطن والهوية.

عطا فرحات

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل

نيويورك-سانا جددت الأمم المتحدة مطالبتها كيان الاحتلال الإسرائيلي بالامتثال للقرارات المتعلقة بالجولان السوري المحتل،