عواصم-سانا
تواصل مشيخة قطر ومن خلال مواقفها المتتابعة تجاه الأوضاع الراهنة في ليبيا خصوصا التيأخذت منحى جديدا بعد جريمة ذبح 21 مصريا يوم الأحد الماضي على يد إرهابيي تنظيم “داعش” التأكيد على تورطها ودورها التخريبي تجاه دول المنطقة ضمن المشروع الذي تتبناه هذه المشيخة والقائم على نشر الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار ودعم الإرهاب في دول المنطقة خدمة لمصالح وأجندات الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.
وبحسب المعطيات الواردة فإن الموقف القطري تجاه ليبيا وما صدر عنها من تحفظ على فقرات في البيان الصادر عن اجتماع مجلس ما يسمى “الجامعة العربية” على مستوى المندوبين الدائمين أمس لبحث الأوضاع فى اليمن وليبيا والخاصة بـ” الضربة الجوية التي وجهتها القوات المسلحة المصرية ضد مواقع تنظيم “داعش” الإرهابي في مدينة درنة الليبية ورفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي” يندرج في إطار مواصلة سياسات الدوحة الداعمة للتنظيمات الإرهابية ودورها في تنفيذ مخططات نشر الفوضى في المنطقة العربية وهو ما أكده الموقف المصري الذي اعتبر أن “قطر كشفت من خلال هذه التحفظات عن موقفها الداعم للإرهاب”.
والمفارقة الملفتة للانتباه في هذا السياق الموقف الذي تبنته ممالك ومشيخات الخليج تجاه هذا الموقف المصري عبر بيان مجلس التعاون الخليجي الصادر اليوم والذي /ندد/ فيه بما أسماه “اتهامات باطلة” وجهتها مصر لقطر بدعم الارهاب واصفا إياها بأنها “تجافي الحقيقة”.
وبحسب مراقبين فإن مسارعة ممالك ومشيخات الخليج للدفاع عن مشيخة قطر تؤكد مجددا تورطها في ذات المخطط القائم على التخريب ونشر الفوضى على الرغم من بعض الاختلافات التي تظهر إلى العلن بين الحين والآخر فيما بينها حول الطرق والأساليب التي يجب اتباعها لتنفيذ هذا المخطط.
وتشير الوقائع الميدانية إلى أن مشيخة قطر شكلت منذ بداية ما يسمى “الربيع العربي” الحاضنة الأساسية والداعمة الأولى لكل التنظيمات الارهابية التي أخذت على عاتقها تنفيذ المخططات التي تستهدف المنطقة ووحدتها وأمنها واستقرارها فيما سخرت خزائنها وأذرعها الاعلامية لخدمة هذه التنظيمات تنفيذا للمخطط الذي لا يخدم سوى المصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة.
ويمكن في هذا السياق الإشارة إلى الكثير من الأدلة الدامغة التي تثبت تورط مشيخة قطر في المخططات التخريبية التي تستهدف دول المنطقة وفي المقدمة منها سورية التي عانت وتعاني من الإرهاب الممول والمدعوم خليجيا على مدى السنوات الماضية دون اغفال “الدور التؤم للدور” القطري والمتمثل بما يقدمه نظام رجب طيب أردوغان الحاكم في تركيا والذي أسهم تورطه في دعم وتمويل وتسليح التنظيمات الارهابية في تأجيج الأوضاع وتأزمها وخاصة في سورية ومصر واستهداف جيشيهما تنفيذا لاملاء غربي امبريالي واضح الهدف ويتمثل بدعم الكيان الصهيوني وتحقيق مصالحه الاستعمارية في المنطقة وبقاء الهيمنة الامبريالية الأمريكية على المنطقة والعالم.
ويكفي أن نشير هنا إلى أن سبعة من الإرهابيين الذين تضمنتهم قائمة العقوبات الأمريكية للإرهاب في تشرين الثاني الماضي على صلة بمشيخة قطر نفسها ومن بينهم /عبد الرحمن بن عمر النعيمى/ الذي يعمل مستشارا للحكومة القطرية والذي يقوم بتمويل تنظيم “القاعدة” الإرهابي في سورية وفق ما أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية إضافة إلى ارساله تحويلات مالية دورية لهذا التنظيم في العراق والصومال أيضا.
كل هذه الأدلة وغيرها تؤكد مجددا حجم الدور الذي تلعبه هذه المشيخة الخليجية الصغيرة في إطار المشروع الأكبر الذي رسمته الولايات المتحدة وحلفاوءها الغربيون في استهداف المنطقة وزعزعة أمنها وصولا إلى تقسيمها والسيطرة عليها ونهب خيراتها تحقيقا للهدف الامريكي الاستراتيجي المتمثل ببقاء الهيمنة الامبريالية الوحشية على العالم وضمان هيمنة كيان الاحتلال الإسرائيلي ومشاريعه الاستعمارية الصهيونية.