دمشق- سانا
بمشاركة ممثلين عن التعليم العالي والتربية في سورية وروسيا أقامت جامعة دمشق بالتعاون مع جامعة موسكو الحكومية التربوية اليوم منتدى اللغة الروسية تحت عنوان ” الترويج لدراسة اللغة الروسية في المؤسسات التعليمية في الجمهورية العربية السورية ” .
ويهدف المنتدى الذي أقيم على مدرج جامعة دمشق إلى تبادل الخبرات وتهيئة الظروف لتحسين ونشر تعليم اللغة والثقافة الروسية ومناقشة القضايا المتعلقة بتدريس هذه اللغة وآدابها بين المؤسسات التعليمية الروسية والسورية لتعزيز العلاقات العلمية والثقافية والاجتماعية بين الشعبين الصديقين .
وأعرب رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد يسار عابدين في كلمة له عن أمله بأن يسهم المنتدى من خلال جلساته الحوارية في رفع مستوى تدريس اللغة الروسية وتقديم الدعم البشري والتقني اللازم في هذا المجال ومناقشة آليات وطرائق تطوير تدريس وتعليم اللغة الروسية بما يسهم في تخريج كوادر مؤهلة في اللغة الروسية وآدابها تكون سندا لوزارة التربية في تعليم اللغة الروسية في مدارسها علما بأن الجامعة مستعدة لتقديم كافة الامكانيات لإنجاح برامج تعليم اللغة الروسية في سورية.
وقال عابدين إن جامعة دمشق احتضنت قسما للغة الروسية وآدابها منذ عام 2014 وكان أمرا ضروريا للتعرف على اللغة الروسية والأدب والثقافة الروسية وفرصة غنية للاطلاع على تاريخ روسيا وعلومها وثقافتها انطلاقاً من أن اللغة الروسية هي من أهم اللغات الحية في العالم.
إلينا غيناديفنا رئيسة قسم الأدب الكلاسيكي الروسي ومديرة معهد فقه اللغة في جامعة موسكو الحكومية التربوية لفتت إلى التعاون السوري الروسي المتميز في جميع المجالات ولاسيما في المجال العلمي وقالت: وجدنا الطلبة السوريين متشجعين لتعلم اللغة الروسية وعندهم معرفة جيدة بصفات وميزات ثقافة وتاريخ روسيا ونوهت بجهود جامعة دمشق الرامية إلى توفير البيئة العلمية المناسبة لتعلم اللغة الروسية التي تمثل كل غنى الثقافة الروسية وتعد السادسة في العالم بعدد الناطقين بها وحسب إحصائيات عام 2015 حوالي 250 مليون فرد في العالم ينطق باللغة الروسية .
وأضافت إن تعزيز العلاقات السورية الروسية يتطلب تعليم اللغة الروسية ويتطلب جهودا مشتركة لنشر وتعزيز اللغة الروسية في سورية مؤكدة استعداد الجامعة لمساعدة الجهات التعليمية السورية لتحقيق هذا الهدف من خلال برامج وأنظمة تعليمية محددة تشجع الطلاب على تعلمها .
نيكولاي سوخوي مدير المركز الثقافي الروسي بدمشق دعا لتنسيق الجهود فيما يخص تعليم اللغة الروسية وعلى مستويات مختلفة عبر برامج سنوية وشهرية ونشاطات أدبية وثقافية وتعليمية و إجراء عدد من هذه النشاطات على مدرج جامعة دمشق لجميع الطلاب الراغبين في الجامعة وليس فقط طلاب قسم اللغة الروسية.
الكسي الكساندروفيتش رئيس جمعية اتحاد العالم المسيحي قال: أتينا بوفد من جامعة موسكو التربوية ونحن نجهز لافتتاح عدة أقسام للغة الروسية في المدارس والجامعات السورية منوها بالتعاون القائم مع جامعة دمشق بهذا الشأن.
بدوره قسطنطين ايليتش مدير مركز مكافحة الإرهاب والتطرف في جامعة موسكو الحكومية التربوية قدم عرضا عن المركز وأهدافه وتجربته في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف وقال إن مهمته المركز إبداع الأساليب والمناهج والطرق لمعالجة قضية التطرف العرقي والديني وتنظيم المؤتمرات وورشات العمل للطلبة والأساتذة في هذا الموضوع مبيناً أن فئة الطلاب هي الفئة الأكثر نشاطا في المجتمع وهي الأكثر استهدافاً من القوى المدمرة من خلال زرع الايديولوجيات المتطرفة بين الطلبة .
الدكتور سميح ظاظا رئيس قسم اللغة الروسية في جامعة دمشق قدم عرضاً حول طبيعة الدراسة في القسم ونشاطاته العلمية منذ تأسيسه لافتا إلى ارتفاع عدد الدارسين فيه عاما بعد عام .
المهندسة هلا الدقاق رئيس هيئة التميز والإبداع قدمت عرضاً حول الهيئة والمركز الوطني للمتميزين وقالت : الهيئة تتقاطع مع الشركاء في جامعة موسكو الحكومية ومركز مكافحة الإرهاب في الجامعة فيما يخص مشروع نشر اللغة الروسية حيث نعتبر في الهيئة أن “أقوى سلاح ضد التطرف والإرهاب هو العلم وأن أكثر عامل من عوامل نمو التطرف والإرهاب هو الفراغ الفكري والعلمي والفراغ في الإيمان” مبينة أن المركز الوطني للمتميزين والبرامج الأكاديمية في المرحلة الجامعية هما المكان المناسب لبدء تطبيق نشاطات نشر اللغة الروسية من خلال الصفوف الافتراضية والمعسكرات .
وفي مداخلة له أشار وزير التربية الدكتور دارم طباع إلى الحاجة لمدرسي اللغة الروسية وقال : لدينا 30 ألف طالب يتعلمون اللغة الروسية في المدارس وعدد المدرسين ثابت ومحدود و يجب تأسيس معهد لإعداد مدرسين لمدة سنتين من طلاب الصف الثالث الثانوي ممن درسوا اللغة الروسية لنسرع في إعداد مدرسين لتعليم اللغة الروسية مشيرا إلى أن مناهج اللغة الروسية في المدارس تم إعدادها بخبرات وطنية واليوم وفد جامعة موسكو يعرب عن استعداده لتطويرها وفق المعايير العالمية بحيث يتم استيعابها من قبل الطلاب بشكل سهل وميسر .
وأضاف: لدينا خمس منصات افتراضية ثلاث منها في دمشق واحدة منها للطفولة المبكرة واثنتان في حماة وطرطوس ويمكن أن نخصص يوما كاملا في الأسبوع للغة الروسية إذا تعاونا مع جامعة موسكو وكان هناك عدد من المعلمين الذين يستطيعون أن يقدموا من موسكو دروسا افتراضية لطلابنا في سورية .
وكانت جامعة دمشق وقعت في الثامن والعشرين من شهر تشرين الأول الماضي اتفاقية تعاون علمي مع جامعة موسكو الحكومية التربوية بهدف تعزيز وتطوير التعاون العلمي والأكاديمي والبحثي وتشجيع التبادل الطلابي والأكاديمي بين الجانبين وتنفيذ وتطوير برامج تعليمية مشتركة في مرحلتي “الماجستير والدكتوراه”.
هيلانه الهندي