بيروت-سانا
أكد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان أن الصمود المقاوم لأهل الجولان السوري المحتل قدوة ومثال في نظر أبناء سورية ولبنان وفلسطين وهذا الصمود هو “بوصلة لا تخطئ” أمام السوريين ويوءكد حتمية انتصار سورية في هذه المواجهة التاريخية التي يتوقف عليها شكل الخارطة الجغرافية السياسية للعالم الجديد.
وأوضح أرسلان في مؤتمر صحفي اليوم بمناسبة الذكرى 33 للإضراب الوطني الكبير الذي أعلنه أهلنا في الجولان السوري المحتل أن إضراب أهل الجولان جاء تعبيرا عن موقفهم الوطني القومي المتمسكين به والذي يلخص بثلاثة عناوين أولها رفض الاحتلال الإسرائيلي من أساسه واعتباره إجراما وثانيا رفض قرار سلطات الاحتلال الصادر في 24 كانون الأول 1981 القاضي بضم الجولان السوري المحتل إلى كيان الاحتلال ورفض التعامل معه مهما تعاظمت عليهم الضغوط واشتدت عليهم المظالم وثالثا رفض الهوية الإسرائيلية والتمسك بهويتهم الوطنية العربية السورية.
وشدد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني أنه وعلى الرغم من كل المتغيرات الإقليمية والدولية التي حدثت مازالت هذه العناوين الثلاثة تشكل بوصلة الصمود المقاوم لأهلنا الصابرين في الجولان وقال.. ها هم في هذا الأسبوع يجددون العهد والوعد لوطنهم العربي السوري حاملين في عقولهم وقلوبهم عذابات وطنهم المفدى الذي يواجه حربا عدوانية استعمارية عليه لان دولتهم السورية تتمسك بهم مواطنين سوريين أشرافا كما تمسكها بكل ذرة تراب من أرض سورية الحبيبة.
وقال أرسلان إن الصمود المقاوم لأهلنا في الجولان العزيز “صورة حية” عن القرار السوري الحر للمواطنين السوريين الأحرار ويعزز من ثبات المواقف المشرفة لأهلنا في القنيطرة وفي سفوح جبل الشيخ وجبل العرب وسهل حوران وغيرها من المناطق السورية ولا مجال لنا جميعا ولا خيار لنا إلا “النصر ثم النصر” الذي بات “وشيكا وحتميا”.
وأضاف أرسلان إننا وفيما تجتاز الأمة اليوم هذا الامتحان الوجودي بتصديها للحرب العدوانية العالمية التكفيرية المفعمة بالتوحش فإنه من البديهي أن تتجه أنظارنا إلى أهلنا أبناء الجولان السوري المحتل بإعجاب ما مثله إعجاب فتقتدي أجيالنا بصمودهم الأسطوري العابر لحقبات الزمن على امتداد حوالي نصف القرن وكلما اشتدت مظالم الاحتلال قويت في صفوفهم روح المقاومة.
وأشار رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني إلى المظاهرات العارمة التي شهدتها مجدل شمس في الجولان المحتل في ذكرى الإضراب الكبير وكيف يتكاتف المشايخ الأجلاء المسنين مع الرجال المخضرمين مع الشبيبة الناهضة فتسير الأجيال صفا واحدا كأنها جيل واحد يرفعون العلم الوطني العربي السوري عاليا متحدين الاحتلال ومؤكدين على تمسكهم بالهوية العربية.
ولفت أرسلان إلى أن خمسة أجيال من أبناء الجولان السوري ولدت تحت الاحتلال الذي فشل في أن يجعلها إسرائيلية موضحا أنه يوجد من هذه الأجيال من أمضى ثلاثين سنة في سجون الاحتلال عقابا له على مقاومته ورفض الهوية الصهيونية كالمجاهد صدقي المقت عميد الأسرى المحررين الذين أدخلوا السجون وهم في سن المراهقة وخرجوا منها على عتبة الخمسين من العمر.
وبين أرسلان أن الأسرى المحرريين خرجوا وهم يهتفون لوطنهم السوري ويرفعون علمه وينددون بالقوى الاستعمارية التي تشن الحرب العدوانية على سورية ويهتفون للجيش العربي السوري الباسل في مجدل شمس وفي كل قرى الجولان ولوحدة الدولة السورية ولسيادة الرئيس بشار الأسد وانتصار محور المقاومة.
كما أكد أرسلان أن هذا الصمود المقاوم الأسطوري “مدرسة في حد ذاته” بقدر ما هو “نهج حياة” لا مكان فيه إلا للأحرار الشرفاء وأضاف “نقول للعالم أجمع أتريدون معرفة مصير المواجهة الحاصلة على أرض سورية.. ما عليكم سوى مراقبة بوصلة الجولان العربي السوري وخيارات أهله الأبطال الميامين.. إنهم مشعل الحرية ونبراس الأمل بالانتصار الكبير في هذه الحرب المصيرية”.
وخاطب أرسلان الأهل جميعا في الجولان وجبل العرب وجبل الشيخ قائلا “إن قلوبنا تخفق محبة لكم وتعلقا بكم وعقولنا مليئة بالقناعة بجدوى صمودكم المقاوم.. لقد أصبحتم نموذجا يقتدى به في التصميم والمثابرة.. هنيئا للوطن السوري بكم وهنيئا للجولان ولجبل الشيخ وللعروبة وللإنسانية بكم”.
وبين أرسلان أن المعركة الكبرى على المستوى الإقليمي والعالمي ستعكس نفسها على لبنان رئاسة ووطنا ووحدة ودولة ومؤسسات مشيرا إلى أن “لبنان ليس جزيرة يعيش وحده ولا يتأثر بالمحيط وأن ما سيحصل في سورية سيتأثر به لبنان مباشرة ومن هذه القناعة لنجعل أنظارنا على المنطقة والذي يحصل حولنا لأننا سنكون في خضم هذا المعترك”.