السويداء-سانا
يطلق مربو الدواجن بالسويداء نداءاتهم الأخيرة بعد خروج 73 بالمئة من مداجن المحافظة عن العمل وتهديد البقية بالإغلاق نتيجة ارتفاع أسعار مواد المازوت والأعلاف والفحم وتكاليف مستلزمات الإنتاج عموما وعدم توفرها بالشكل الأمثل.
ويقول أسعد العلي صاحب مدجنة “تكلفة الكيلو غرام الواحد من الفروج تصل إلى نحو 400 ليرة أو أكثر مقارنة مع مبلغ يتراوح بين 310 و350 ليرة العام الماضي الأمر الذي يلحق خسارة بنا ويضطرنا للبيع بسعر أقل من التكلفة” .
ويكلف طن العلف الواحد نحو 118 ألف ليرة حسب العلي الذي يؤكد “أن الفحم الموجود حاليا بالأسواق غير جيد” ويصل سعر الطن الواحد منه إلى 110 آلاف ليرة إضافة لارتفاع “سعر كيلو دواء الرشح من 4 آلاف ليرة إلى 17 ألف ليرة”.
ويشكو العلي من ضعف تسويق المادة نتيجة تعلق إنتاج مداجن السويداء بسوق دمشق والمنتج بالمحافظة أكبر من الاحتياج الفعلي داعيا إلى إحداث جمعية تسويقية لمربي الدواجن لتنظيم العمل ومساعدتهم بتوفير مادة المازوت بالسعر النظامي 125 ليرة وكذلك تأمين العلف بسعر مناسب.
ويضطر مربو الدواجن كما يذكر عواد الطويل صاحب مدجنة إلى “شراء ليتر المازوت من السوق السوداء بسعر يصل إلى 300 ليرة” ويواجهون صعوبة أيضا بتوفير العلف ويشترون الصوص الواحد بسعر 200 ليرة ويبيعون مادة الفروج للسوق بسعر أقل من تكلفة إنتاجه داعيا لتوفير الدعم لهم ليستمروا بعملهم.
ويضيف مصطفى الناعم على الصعوبات المذكورة ارتفاع أجور اليد العاملة وأجور المياه المنقولة إلى المداجن لتشكل جميعها ضغطا قد يجبرهم على إغلاق منشآتهم.
ويصل عدد مداجن المحافظة إلى 260 مدجنة أغلق منها وفقا لرئيس قسم الثروة الحيوانية بمديرية الزراعة بالسويداء الطبيب البيطري كميل مرشد نحو 190 بواقع 148 نتيجة غلاء مستلزمات الإنتاج من الأعلاف والمازوت والصيصان وغيرها والباقية لوجودها في مناطق غير آمنة.
ويحذر مرشد من أن المعوقات الكثيرة التي تواجه المداجن العاملة حاليا قد تؤدي إلى إغلاق عدد منها خلال الأيام القادمة في حال لم يتم توفير مستلزمات عملها بأسعار مناسبة ودعمها بالشكل الأمثل.
ويقدم رئيس مجلس فرع نقابة الأطباء البيطريين بالسويداء الدكتور وائل بكري بعض المقترحات لدعم مربي الدواجن ودعمهم لمواجهة التحديات منها تأمين احتياجات المداجن من مادة المازوت وتشكيل جمعية من مربي الدواجن لاستجرار الأعلاف بكميات كبيرة للتخفيف من عبء تكاليف النقل وتأسيس مركز لتجميع الفحم في المحافظة ليتم التخلص من السماسرة.
ويؤكد بكري أن النقابة “تعمل بشكل مستمر لتوحيد سعر الدواء البيطري ومراقبته” بوجود ضابطة لمراقبة أسعاره وأخذ عينات منه وإرسالها إلى مخابر الجودة في مديرية الدوائر البيطرية في دمشق لمطابقتها علما أنه تم سحب عدد من الأدوية من الأسواق لثبات عدم مطابقتها لمكونات الدواء أو بعض الشروط.
ويشير مدير زراعة السويداء المهندس بسام الجرمقاني إلى وجود أسباب أخرى وراء خروج عدد من المداجن من دائرة تربية الفروج منها ضعف رأس المال العامل عند المربين وتوقف الممولين الذين كانوا يدعمون أصحابها برأس المال عن التمويل جراء عدم استقرار أسعار مستلزمات الإنتاج بدءاً بالأعلاف وانتهاء بالأدوية.
ويضيف “يعاني مربو الدواجن أيضا من صعوبة وصول مستلزمات الإنتاج لأسباب مرتبطة بسلامة الطرق وغلاء أجور النقل” إضافة لعدم توفر فحم البترول بعد أن كانت تؤمن سابقا من مصفاة حمص وعدم استقرار تسويق مادة الفروج وتذبذب أسعار المنتج وفق العرض والطلب وعدم ربط المداجن بالشبكة الكهربائية حتى تاريخه واعتماد أصحاب المداجن على فنيين قليلي الخبرة ما انعكس سلباً على عملية الإنتاج.
وكان المصرف الزراعي التعاوني في السويداء أعلن منذ الشهر الثالث للعام الماضي عن منح قروض قصيرة الأجل لمربي الدواجن وذلك بتمويل يرتبط بحجم الطاقة الإنتاجية للمزرعة دون سقوف محددة وبمدة سداد تصل إلى 6 أشهر مع الاشتراط للحصول عليه أن تكون مزرعة الدواجن حاصلة على ترخيص مزاولة المهنة من مديرية الزراعة.
ويؤكد مدير المصرف المهندس نسيم حديفة “عدم إقبال أحد لغاية تاريخه على الإقراض” عازيا ذلك لتخوف أصحاب المداجن من الخسارة وعدم استقرار سعر المنتج وبعد أماكن إنتاج الصيصان المفاقس ووجودها خارج المحافظة مشيرا إلى أن القرض يسهم بدعم قطاع الدواجن وزيادة كمية الإنتاج في أسواق المحافظة بما ينعكس إيجاباً على انخفاض الأسعار مع إمكانية تجديده بعد تسديد الأقساط المترتبة بموجبه.
وكانت رئاسة مجلس الوزراء وافقت على إضافة مبلغ 3ر167 مليون ليرة لموازنة المؤسسة العامة للدواجن للعام الجاري من الاعتمادات الاحتياطية للمشاريع الاستثمارية بهدف البدء في إعداد دراسة لمشاريع تطوير وتوسيع قطاع الدواجن لتلبية الاحتياجات المحلية.
عمر الطويل