أصالة اللغة العربية.. محاضرة بدار الأسد للثقافة باللاذقية

اللاذقية-سانا

رأى الدكتور يونس يونس نقيب المعلمين في جامعة تشرين أن اللهجة العامية الحاضرة لا تتعدى كونها وسيلة للتفاهم بين أفراد مجتمع اجتمعت فيه سمات معينة وتتفق بعدم صلاحيتها لتكون لغة للكتابة أو لإحياء تراثنا الأدبي والعلمي.

واستعرض يونس في محاضرته بعنوان “أصالة اللغة العربية” التي ألقاها اليوم بدار الأسد للثقافة باللاذقية أسباب انتشار العامية والعوامل التي ساعدت على نموها واتساعها والفترة الزمنية التي بدأت فيها بالانتشار وتمكنت خلاها من السنة الناس إضافة إلى مواقف الذين دعوا إليها باسم التيسير.

ولخص يونس أسباب انتشار العامية “باستيلاء أقوام غرباء على الدول العربية وعدم الاهتمام بالتعليم وطرقه المستجدة ومحاربة الأعاجم للعربية بوسائل العربية فضلا عن مجاورة شعوب مختلفة للناطقين بالعربية واشتباك هذه الشعوب بحروب طويلة والعلاقات التجارية والثقافية بين هذه الشعوب”.

وأوضح نقيب المعلمين أن الانتشار الأكبر للعامية جاء أواخر فترة الاحتلال العثماني وبداية الاستعمار الغربي مبينا أن الهدف الأول للاستعمار كان إضعاف اللغة الفصحى وإحلال العامية محلها لما كانت هذه العامية تتكون من عدة لهجات بحسب الدول العربية فتكون طريقا للتجزئة وتنقطع بذلك الصلة بين من يتكلم بها وبين التراث الذي كتب بالفصحى واتخاذ اللغات “الوافدة بدلا منها”.

ووفقا ليونس فإن انتشار العامية جاء نتيجة اختلاف وسائل الأعاجم في محاربة اللغة العربية حيث طلب قسم منهم إزالتها لإحلال لغتهم محلها في حين سلك آخرون “طريق التشكيك بها تمهيدا لإزالتها” مشيرا إلى أن “العثمانيين فضلا عن فرضهم اللغة التركية في الأقاليم التي حكموها عمدوا إلى تجميد اللغة العربية أيضا موضحا أن كل تلك المحاولات لم تتمكن من إزالة اللغة العربية وإحلال لغات أخرى محلها لكنها أضعفتها” فكانت البوابة لتسود العامية بين المتكلمين بالعربية”.

وأكد الدكتور يونس الحاجة للوصول إلى تغيير جوهري في التعليم وليس إصلاحه مشيرا بهذا الصدد إلى أنه من الأجدى البدء بالمرحلة الابتدائية باعتبارها مرحلة التأسيس في التعليم وبنهايتها يبلغ الطفل الثانية عشرة من عمره حيث يصعب اتقان اللغة إذا لم تكن قد سكنت في مراكزها في المخ بهذه السن والتي ينغمس فيها الطفل بمجالات متنوعة من النشاط ويتسع اتصاله بالعالم من حوله.

وربط يونس في هذا السياق بين تحقيق التنمية والتقدم أو تحقيق الذات مع التعليم الصحيح وبين هذا التعليم والتعليم الحقيقي للغة العربية لافتا إلى ضرورة إجراء دراسة علمية صحيحة للمناهج والمواد التعليمية وإعداد المعلم وتقنيات التعليم وغيرها في إطار منهج متكامل يؤسس لما يعرف بعمل الفريق الواحد حيث أن هذه العناصر لا تؤتي ثمارها إلا باندماجها معا.

واختتم الدكتور يونس محاضرته بالتأكيد على أهمية المنهج الاتصالي في تعليم اللغة ولا سيما أنه يقوم على استعمال لغة واقعية وظيفية في قاعة الدرس الأمر الذي يعلمنا كيفية التعلم لا أن يقرر مدرس وحده ما ينبغي تعلمه.

انظر ايضاً

جمال الطبيعة والحرية يزهران من جديد في محافظة اللاذقية