اللاذقية-سانا
يعتبر فريق الحملة الوطنية السورية من أولى المجموعات التطوعية التي انطلقت للعمل خلال الأزمة الراهنة متخذة من الساعة الخامسة من كل يوم جمعة موعدا ثابتا لتجمع أفرادها عند دوار الزراعة في اللاذقية وذلك في إطار تشجيع شباب اللاذقية على النزول إلى الشارع دوريا تأييدا للوطن وإعلانا للوفاء له حيث استمرت هذه الحملة لتسعة أشهر متواصلة استقطبت خلالها شرائح عريضة من الأهالي الذين تجاوبوا بكثافة مع المبادرة الشبابية قبل أن تنتقل المجموعة إلى مرحلة أخرى من العمل تكفلت فيها بإنجاز الأعمال الخدمية التطوعية في مقبرة الشهداء في بسنادا على نحو دائم لتصبح بذلك أسرة ثانية لكل عائلة شهيد فتبلسم جراحهم العميقة في زيارات متواصلة لا تنقطع.
وذكر مروان شيخ سليمان رئيس مجلس إدارة الحملة في حديثه لنشرة سانا الشبابية “أن الحملة أخذت على عاتقها منذ تأسيسها المشاركة في مراسم تشييع الشهداء في المحافظة وتكريس جل وقت أعضائها للاهتمام بمقبرة بسنادا التي تضم رفات الشهداء عبر تنفيذ أنشطة تأهيل متعددة شملت الجدران والأرصفة وترحيل الحجارة والأعشاب الضارة وصيانة أعمدة الكهرباء إضافة إلى تنفيذ حملة مع بلدية اللاذقية لزراعة شتول تزين أرجاء المقبرة والتعاون أيضا مع فرع منظمة اتحاد شبيبة الثورة لوضع سارية ورفع العلم السوري عليها منوها بأن جميع هذه الأنشطة تنفذ بشكل دائم ويتم تكثيفها قبل الأعياد الرسمية وأيام العطلة الصيفية.
وتابع شيخ سليمان.. “نحاول أن نتميز بأنشطتنا الخاصة برعاية مثوى الشهداء حيث نقوم بعملنا بمسؤولية كبيرة فنداوم على إحضار التجهيزات اللازمة للأهالي ممن يأتون لزيارة أبنائهم لاسيما أيام الجمعة وفي ذكرى ارتقائيات الشهداء فنستقبلهم بالورود ونجهز البخور والريحان وغيرها من الاحتياجات التي ندرك أهميتها للزائرين فأغلب المتطوعين معنا هم أصلا من ذوي الشهداء من مختلف الفئات الاجتماعية ولا يمكن إنكار دور حملات النظافة الدائمة التي ننفذها في المقبرة والتي ساعدتنا بالتقرب من أسر الشهداء فأصبحنا بالنسبة لهم أكثر من أبناء وإخوة”.
وأشار إلى أن المجموعة شاركت في العديد من الدورات التي تعنى بالدعم النفسي كدورات الإسعاف النفسي وتنمية القدرات البشرية والدعم النفسي في حالات الكوارث وغيرها من المحاور التي كان لها دور كبير في الوصول إلى حالة مثلى في التعاطي مع ذوي الشهداء.
ويذهب فريق الحملة الوطنية السورية باتجاه توعية الشباب السوري ولاسيما من طلبة المرحلة الثانوية تحفيزا لهم على المشاركة في الفعاليات والأنشطة التطوعية التي تحصل على الأرض عبر تنفيذ عدة زيارات إلى المدارس والتجمعات الطلابية وبذلك تحقق الحملة مجموعة غايات من ضمنها تطويع المزيد من الشباب للعمل ونشر فكر العمل التطوعي فيما بينها بالإضافة لجعل هذه الفئة تحمل الهم الوطني بالشكل الملائم لسنها.
كذلك تتوسع أنشطة الحملة الوطنية السورية لتشمل زيارة جرحى الجيش العربي السوري مع التركيز على رعاية الجرحى من رديف الجيش العربي السوري “الدفاع الوطني واللجان الشعبية” إضافة إلى المدنيين الذين تعرضوا لاعتداءات إرهابية حيث أوضح شيخ سليمان أن هناك تنسيقا مع إدارات مستشفيات الأسد والوطني والعثمان التي تستقبل هؤلاء الجرحى بحيث يتم تنظيم زيارات لهم وتأمين احتياجاتهم الشخصية وبعض من أدويتهم مع السعي للتشبيك مع عدد من الجهات الأهلية لتأمين أطراف صناعية لمن يحتاجها.
واختتم سليمان حديثه بالقول: نحن مستعدون للتشبيك والتعاون مع معظم الفرق التطوعية أو الجهات التي ترغب بالاستفادة من خبراتنا ومشاركتنا أنشطتنا فالتعاون يتيح بشكل كبير تنفيذ فعاليات أوسع واشمل ولاسيما أن المجموعة تعاني كحال معظم الفرق التطوعية من نقص في التمويل فهي تنفذ جميع أنشطتها على نفقتها الخاصة كل حسب استطاعته لكن تبقى النتيجة النهائية التي نلمسها من خلال الترابط القوي الذي ينشأ بيننا وبين أسر الشهداء هو الدافع الرئيسي للعمل والعطاء تجاه الشرائح التي تحتاج كل رعاية واهتمام.
ياسمين كروم