الشريط الإخباري

المسرحي أشرف خضور..تمايز في الأداء وحضور لافت على الخشبة

اللاذقية-سانا

رغم موهبته الفنية الفريدة إلا أن الممثل الشاب أشرف خضور لم يكتف بأدائه العفوي اللافت بل سارع للانتساب إلى معهد أبو خليل القباني للفنون المسرحية في اللاذقية و هناك وجد ضالته فاكتسب معرفة اكاديمية ما كان لها إلا أن تزيد من شعاعه الابداعي في مسارح المدينة و خارجها مؤمنا أن للتميز جناحين هما الموهبة والدراسة ودونهما لن تقوم لطائر مبدع قائمة بحال من الأحوال.

وحول عمله المسرحي أوضح خضور لنشرة سانا الشبابية أن التحاقه بالمعهد كان بوابته الحقيقية إلى فن المسرح رغم أنه عرف الجمهور قبل ذلك واحتل موقعا متميزا لديه لكن جزئيات العمل الدقيقة والشغل الاحترافي لم يتحققا إلا بعد الدراسة والتدريب.

وتابع .. في الوقت نفسه فإن المعهد قدم لنا شيئا جديدا اذ عرفنا على ثقافة مسرحية جديدة فالتمثيل ليس مجرد أداء شخصيات وإنما هو ثاني أصعب مهنة مصنفة عالميا حيث يتطلب أدوات محددة بعيدا عن الموهبة و الاجتهاد و هي تفصيلات يتوجب على الممثل الاهتمام بها ليتمكن من إخراج مكنوناته في حدودها القصوى.

وعن علاقته بالمسرح قال الفنان الشاب .. “هي علاقة روحية فعندما أكون على الخشبة افرغ جميع الطاقات في داخلي فللمسرح خصوصيته عندي حيث أشعر بمجرد الدخول إليه أنني انتقلت من عالم إلى آخر فالمسرح ليس هواية أو احترافا أو ثقافة أو هاجسا فحسب بل هو قدري الذي لا مفر منه”.

أما صعوبات المهنة فهي كثيرة حسب قوله و تبدأ من الفقر المادي الذي يعانيه الشغوفون بالمسرح عموما لأن ثقافة الدراما التلفزيونية باتت طاغية إلى درجة قصر فيها تمويل الأعمال المسرحية بعد أن بات الدعم موجها غالبا نحو الأعمال الدرامية مع أن رسالة المسرح أقوى وأسرع و تعكس حالة ابداع إنساني شامليعبر عن وجدان الشعوب وحضارتها.

وأكد الممثل الشاب أن المسرح يتصل مباشرة بالحياة ولديه القدرة على مواكبة أحداثها فهو بشكل من الأشكال محاكاة للواقع وسبيل للتقريب بين الثقافات المختلفة و بين وجهات النظر المتباينة خاصة وأن كل عرض مسرحي يعمل على مواكبة المرحلة المحيطة به من مختلف النواحي السياسية و الاجتماعية و الفكرية و الاقتصادية كما يراعى فيه اقترابه من الشريحة المجتمعية و العمرية التي يستهدفها بما تحمله من أفكار تسخر لها كل أدوات ومؤثرات العمل الفني.

وفيما يتعلق بمهرجان الكوميديا الذي يقام سنويا في محافظة اللاذقية اعتبر خضور.. “إن المهرجان يرفع اسم سورية من خلال الفرق المسرحية المشاركة من داخل القطر وخارجه كما أنه يفسح المجال أمام الشباب المسرحي للتعرف على أنواع مختلفة من العروض و المسارح خاصة تلك المتصلة ببلدان المغرب العربي و هنا تبدأ هذه الثقافات بالتقارب و التمازج لا سيما و أنها تلتقي على أرض الواقع”.

وأضاف خضور .. حتى الآن فإن هذا المهرجان هو المنبر الأساسي للشباب الذي يتهافت للمشاركة فيه لما يقدمه من قيمة فكرية وابداعية عالية إلى جانب الخبرات الواسعة التي ننتظر تلقفها بفارغ الصبر كل عام خاصة على مستوى التكنيك الذي نجد له صورا مختلفة جراء المشاركات الخارجية في فعاليات المهرجان.

ورأى الممثل الشاب ان تطوير المسرح يرتبط بالحراك الثقافي العام سواء محليا أو دوليا لأن المسرح عالم من الفن يجب استثماره لتطوير الجانب الثقافي في الوسط الاجتماعي كما أنه كان ولايزال النقطة الأولى والأهم في تطوير المجتمع إذ أنه أداة تثقيف وتوعية وتسلية وترويح في آن معا.

وقال .. علينا ألا نغفل أن تطوير المسرح مرتبط عضويا بالاهتمام بداية بمسرح الطفل من المرحلة المدرسية الأولى وانتهاء بالمرحلة الجامعية فالحراك الثقافي في هذا الاتجاه ضعيف عموما بكل أسف وهو ما ينعكس سلبا على هذا الفن الجميل.

أما الأهم في هذا الأمر فهو ضرورة تكامل العمل بين المجتمع الأهلي والمؤسساتي للنهوض بالمسرح حيث لفت إلى أن من الصعوبة بمكان أن يكتمل عمل ما إلا من خلال تضافر جميع الجهود الفردية و المؤسساتية فاذا لم يكن هناك من تعاون متواصل فإن العمل لن يحقق الغاية المرجوة منه وبالتالي فشل العمل المسرحي معتبرا أن الجهود الفردية غير قادرة على النهوض بالعمل المسرحي إلا في حال قدرتها على التمويل وتوظيف الأفكار بشكلها الصحيح وهذا قليل في العموم لأن العمل المسرحي هو عمل جماعي متكامل في نهاية المطاف.

وذكر الممثل الشاب أن المشهد المسرحي في اللاذقية يحفل بالعديد من العروض عالية المستوى على الصعيد الفني مقترحا أن يكون للمسرح السوري قناة تلفزيونية خاصة به تعرض خلالها كلاسيكيات المسرح السوري ويتم عبرها تسليط الضوء على المسرح الحديث وكذلك على مواهب الممثلين الشباب.

يذكر أن الممثل المسرحي أشرف خضور من مواليد العام 1988 خريج كلية الآداب بجامعة تشرين قسم علم اجتماع شارك بعدة أعمال منها “حكاية بلا نهاية” عام 2010 و”بلا عنوان”عام 2011 و”عم يلعبوا الأولاد” 2012 و” سيناريو وحوار” عام 2013 و “الحكمة “عام 2013 و “نبع المحبة” عام 2014 أما أحدث مشاركاته فكانت عبر الملحمة الوطنية “ياشام ” عام 2014.

بشرى سليمان

انظر ايضاً

إدارة الهجرة والجوازات تعلن عن بدء عودة الخدمة للعمل، وبدء إصدار الجوازات، واستكمال طباعة الجوازات التي كانت قيد الطباعة وإعادة جدولتها ضمن مواعيد جديدة