اللاذقية-سانا
يحاول مشروع بروفا المسرحي خلق واقع فني جديد يأتي على شكل حوار حقيقي مع خشبة المسرح من خلال كوكبة من الشباب المسرحي الموهوب والذي انطلق إلى تنفيذ هذا الحلم من تلقاء ذاته في إطار طموح مشروع للوصول فعليا إلى قيم فنية يستحقها المسرح والجمهور في آن واحد وتمكنه من تكريس مواهبه لفتية وتصدير ما لديه من قدرات ابداعية تحتاج إلى رؤية مشتركة تمكن من تأطيرها كما يلزم.
هي ليست فرقة مسرحية بالمعنى الحرفي للكلمة هكذا وصف أكرم الشيخ المدير الفني لمشروع بروفا المسرحي في حديثه لنشرة سانا الشبابية هذا التجمع الشبابي مشيرا إلى أن أعضاء المشروع البالغ عددهم 13 ليسوا من الممثلين المحترفين بل هم شباب هواة من طلبة الجامعة والمدارس الثانوية ويعملون من خلال خبراتهم الفنية المتفاوتة وشغفهم بالمسرح للوصول إلى مستوى احترافي يساعدهم على تشكيل فرقة مسرحية لها حضورها في المشهد الثقافي المحلي.
وأضاف الشيخ كان لعدد كبير منا عدة تجارب مسرحية قبل انطلاق المشروع وشاركنا كمجموعة مع فريق شدوا الهمة التطوعي ضمن مبادرة ضيعة وحلم حيث قدمنا مسرحيات هادفة للأطفال في الهواء الطلق كما شاركنا في الاحتفالية السنوية للفريق في العام نفسه وقدمنا لوحة ضمن حفلة ليندا بيطار في دار الأسد للثقافة في اللاذقية وبذلك قمنا بتهيئة الأرضية الجماهيرية اللازمة لانطلاقتنا الحقيقية في التاسع والعشرين من شهر كانون الثاني الماضي بعمل مسرحي حمل عنوان لو فرضنا.
ولفت إلى أن هذا العمل الذي استغرق تحضيره ما يزيد على شهر ونصف الشهر يمكن توصيفه على أنه مجموعة بروفات تجريبية لعرض مسرحي قابل للتكامل في المستقبل فهو عبارة عن ثلاث لوحات متصلة منفصلة بحبكة درامية بسيطة تعتمد على الكوميديا السوداء تناولت واقع /داعش/ كتنظيم ارهابي لا إنساني بالاضافة إلى فكرة البحث عن الحب الحقيقي المفتقد ومشاعر التشاؤم السائدة بين الناس بأسلوب متهكم لا يخلو من تسليط الضوء على المشكلات المعيشية التي يعيشها المواطن.
أما الميزة الأساسية للعرض فقد تجلت بالعمل الجماعي الذي صاغه الشباب المؤلف للمشروع و الذي تبدت ملامحه واضحة من خلال مشاركة جميع الأعضاء بنسج افكار العمل وهو ما انسحب حسب قول الشيخ على الإخراج الذي سجل باسم الجميع حيث وضع الكل عصارة جهده في مختلف التفاصيل لاسيما اقتراح الأفكار للنص الذي كتبه عامر حاتم بالشكل المتفق عليه.
من جهتها شرحت إينا سليمان وهي ممثلة في بروفا مجموعة الأسس التي يقوم عليها المشروع لنشر ثقافة حضور العروض المسرحية بشكل اوسع بين جمهور الشباب قائلة.. مسرح ينبض بنا هذا هو شعارنا الأساسي الذي يدل على محاولتنا كمجموعة شباب لإعطاء المسرح روحا جديدة تحييه مرة اخرى بين الجمهور محاولين الأخذ بيد الجيل الشاب ممن يمتلك إمكانات فنية مبدعة للانطلاق في حلمه وتحويله الى حقيقة فعملنا لن يقتصر على الجانب المسرحي فقط بل يمكن أن يتعداه لمحاولة انجاز فيلم سينمائي من كتابتنا وتمثيلنا وإخراجنا يتم انتاجه على نفقتنا الخاصة.
كذلك أشارت إينا إلى أن عرض لو فرضنا لم يخل من هفوات تقنية وإخراجية غابت وسط الأداء المميز للممثلين الذين تنقصهم على حد قوها الكثير من ورشات العمل التدريبية على أيدي أكاديميين سيتم التواصل مع عدد منهم لإقامة دورات حول إعداد الممثل لهم ولعدد من الشباب الراغب بتطوير مواهبه الفنية كممثلين.
وكانت أصداء العمل قد تميزت بالكثير من الايجابية لكونها لامست حسب قول الممثلة الشابة “ما هو دفين من هواجس الشباب المعاصر مؤكدة أنه على الرغم من تعدد الآراء والانتقادات إلا أن الكثير من الحضور المتخصص وبينهم الفنان جهاد سعد قد نصح المجموعة بالاستمرار بالتجريب وارتكاب الأخطاء وصولا الى تحقيق طموحها الفني وهذا ما سيعمل عليه المشروع بشكل فعلي من خلال مجموعة من العروض القادمة”.
وقالت سنقوم بتكرار العرض في عدة أماكن سواء على خشبة مسرح أو في الطريق العام أو في أي قرية لأن هدفنا هو الوصول إلى صفوف الجمهور في أي مكان وزمان دون قيود أو قوالب معينة بالإضافة لسعينا الجاد للمشاركة في مهرجانات مسرحية تلبي طموحاتنا كفريق يعمل على تنفيذ مشروعه.
يذكر أن عمل لو فرضنا بإخراجه الجماعي يضم كلا من الممثلين الشباب أحمد حاتم و اكرم الشيخ و بشار عبدالله وحسن تفاحة ويزن حلاق واينا سليمان وبراءة حسينية وكرم صايغ وبطرس صايغ إلى جانب علي اسعد وعبير ميهوب أما الإضاءة والميديا فهي لسعيد سعيد وتولى علي مالك اسعد المؤثرات الصوتية.
ياسمين كروم