دمشق-سانا
اختار الفنان حسام المهدي ألوان الطرب والفلكلور السوري لحفله الموسيقي الغنائي الذي حمل عنوان “أطياف سورية” وذلك بأداء جماعي من أوركسترا /يا مال الشام/ التي قدمت أمسيتها اللافتة على خشبة مسرح الحمراء متجاوزة الأداء التقليدي للفرق الشعبية التي اشتهرت بأدائها للتراث الوطني حيث امتازت الفرقة في أولى حفلاتها بصياغة موسيقية نوعت بين الغناء الجماعي والأداء الموسيقي المحكم للمقطوعات التي قدمتها.
وافتتحت /يا مال الشام/ أمسيتها بمقطوعة / لونغا.. عجم/ من تأليف الفنان حسام المهدي إضافة لمقطوعة ارتجال على آلة الناي من مقام /الهزام/ أتبعتها بوصلة تراثية من المنطقة الجنوبية لتبرز هنا قدرة الفرقة السورية على إعادة الألق إلى الجمل الشعبية الغنائية التي لطالما كانت مصدرا لإلهام موسيقي جماعي راكمته الأرض السورية على مدى عشرات السنوات مطورة أنماطا عديدة من الأناشيد والأهازيج والأغاني التي حفظتها المخيلة الوطنية عبر أجيال متواترة من الآباء والأجداد والأحفاد الذين كرسوا الأغنية والموال الشعبي في وجدان الناس كوثيقة لا ترد عن التمسك بالأرض والحياض عنها بالدماء والأرواح.
الوصلة التراثية الفراتية كانت حاضرة في حفل /يا مال الشام/ حيث برز من خلالها التنوع الفني الهائل في القريحة الغنائية والموسيقية لمنطقة الجزيرة السورية وفرادة تراث المنطقة الشرقية الذي يعد أرشيفاً كثيفاً عن تلك الاحتفاليات الكبرى بالحصاد والعرس والحياة وغلال الأرض والموت والسفر والحب لتكون كل هذه المفردات حاضرة وبقوة في الأغنية التي ترعرع مغنوها وقوالوها على ضفاف دجلة والفرات والخابور ناقلين مع هذا الإرث الفني صيحات ومواويل نزهات القوارب في أنهار الرقة ودير الزور والحسكة.
كما قدمت الأوركسترا وصلة /سماعي زنجران/ من تأليف قائد الفرقة الفنان حسام المهدي أتبعتها بمقطوعة ارتجال على آلة الكمان من مقام / بيات/ لتعقبها بوصلة قدود حلبية وارتجال على آلة العود من مقام الصبا إذ أفردت الفرقة مساحة معقولة لعازفيها الذين لمعوا بأدائهم الإفرادي مثلما نجحوا في أدائهم الجماعي ولاسيما في مقطوعة / رقصة ستي/ التي افتتحت بها / يا مال الشام/ وصلتها التراثية الدمشقية ليكون جمهور صالة الحمراء أمام تنويعة عالية من الفسيفساء الموسيقية الغنائية لسورية.
الفرقة الواعدة ختمت برنامجها اللافت بنشيد / موطني/ مزاوجة بين التراث والأغنية الوطنية وبأداء حار ومتقن تضافرت فيها جهود العازفين والكورال جنباً إلى جنب مع قائد الفرقة الفنان حسام المهدي الذي كتب على بروشور الحفل../ سورية الوطن..سورية الحب.. سورية الأصالة..سورية التراث..هذه الكلمات الجميلة في ذاكرتنا ووجداننا جمعت في كلمة سورية..إن تراثنا منوع ففيه الفراتي والجنوبي والساحلي والشمالي والدمشقي ومن هنا كانت فكرة إنشاء الفرقة لإحياء تراثنا ونقله للجمهور دون تشويه.
يذكر أن أوركسترا يا مال الشام تتكون من العازفين / مهدي المهدي/ كمان/ سموءل الشماط/ كمان/ أغيد الصغير/ كمان/ آهين سرحان / كمان/ علاء الحسن / كمان/ كنان الزبيدي/ كمان/ عبد الجواد حريتاني/ تشيللو/ عبد الستار عتمة/ كونترباص/ حكم الخالد/ قانون/ ماهر عامر/ ناي/ فضول سعد / عود/ ميشيل الخياط /إيقاع/ بينما يتكون الكورال من كل من / سارة يوسف/ يارا يوسف/ جمانة حلواني/ عفاف قسيس/ نزار مواس/ تمام طيفور/ هشام الدعبل/ قاسم مسكي/ والحفل من إنتاج وزارة الثقافة / مديرية المسارح والموسيقا.
سامر إسماعيل