حمص-سانا
نجحت سورية منذ سنوات عدة في مجال زرع الحلزون “القوقعة الالكترونية” وتمكن العديد من الأطفال من استعادة سمعهم والمضي بحياة طبيعية وممارسة الأنشطة التي يرغبون بها ولاسيما بوجود جمعيات أهلية ناشطة وفرت هذه التقنية مجانا لكن ونتيجة الظروف الراهنة تحولت تكلفة هذه العملية إلى حاجز بين الأهل ورغبة طفلهم.
وتصنف عملية زراعة الحلزون في الأذن من الجراحات الدقيقة والمعقدة جدا حسب اختصاصي زراعة الحلزون الدكتور سام عبود وتعالج حالات الصمم الكامل لدى الأطفال والكبار وتحتاج إلى فريق طبي جراحي مؤلف من جراح واختصاصي سمع ونطق وخبير نفسي يؤهل الطفل نفسيا قبل اجراء العمل الجراحي.
ويبين الدكتور عبود أن عملية زرع الحلزون من العمليات حديثة العهد في سورية لكنها حققت قصص نجاح عديدة في وقت قصير لكن تكلفتها المرتفعة نتيجة الازمة والتي باتت تتجاوز 4 ملايين ليرة سورية تحولت لحاجز أمام الأهل لتحقيق رغبة طفلهم بالسمع والتفاعل مع محيطه كالأطفال الآخرين.
وتجرى العملية حسب الدكتور عبود للمصابين بالصمم لكي يستعيدوا سمعهم وتستهدف الأطفال الذين يولدون مصابين بالصمم “خلقي” والأطفال الذين يصابون بالصمم في الطفولة الأولى مكتسب والكبار الذين كانوا يسمعون ويتكلمون بشكل جيد وفقدوا سمعهم لسبب ما معتبرا ان السن المثالي لإجراء العملية هو 12 شهرا.
ويشير الدكتور عبود إلى مجموعة من المعايير ينبغي مراعاتها قبل العملية ومنها اثبات وجود نقص سمع شديد جدا من خلال إجراء فحوصات كتخطيط جذع الدماغ والاستجابة القشرية السمعية والبث الصوتي السمعي وتفهم واستعداد الاهل الكامل وتعهدهم بالمتابعة بعد العملية في التأهيل لمدة سنتين ومراعاة عدم اختيار أطفال يكون الصمم لديهم مترافق مع امراض عقلية مثل نقص الأكسجة الدماغية والاضطرابات السلوكية مثل التوحد.
والحلزون كما يوضح الاختصاصي جهاز الكتروني مؤلف من قطعتين تزرع الأولى داخل الرأس في الجمجمة عند الأذن ويحتاج وضعها جراحة معقدة أما الثانية فهي سماعة الكترونية خاصة توضع خلف صيوان الأذن وترافق المريض طول حياته وترسل الأصوات وتضخمها لتصل إلى الجهاز الداخلي.
وتستغرق العملية وفقا للدكتور عبود أكثر من ثلاث ساعات وتجرى خلالها عدة تجارب على الجهاز المزروع للتأكد من وضعه وتلاؤمه مع وظيفة الأذن ليحتاج المريض بعدها إلى مراحل تأهيلية سمعية قد تصل مدتها إلى سنتين لان ذاكرته تكون فارغة ولا يدرك أي مفردات لغوية ولا يميز الأصوات.
يشدد الدكتور عبود على ضرورة متابعة الاهل لمراحل تأهيل الطفل لضمان نجاح العملية.
والدكتور عبود اول من اجرى عملية زراعة حلزون في مشفى البر بحمص في تشرين الاول عام 2009.
وكانت الهيئة العامة لمشفى دمشق أطلقت العمل بوحدة خاصة لزراعة الحلزون ضمن اتفاق بين وزارة الصحة وجمعية خيرية على أن تعمم التجربة في المنطقتين الساحلية والشرقية وحلب.
عبد الحميد جنيدي