انتصار عسكري وأمني يضاف إلى رصيد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في معركتها المستمرة مع دولة الاستكبار العالمي المتمثلة بالولايات المتحدة الأميركية وأتباعها في المنطقة وعلى رأسهم الكيان الصهيوني وذلك بإلحاق الهزيمة بالبحرية الأميركية في بحر عمان وإفشال قرصنة ناقلة نفط إيرانية.
المعركة المفتوحة على ساحات متعددة براً وبحراً وجواً وسيبرانياً تشي بمفاجآت قادمة يخبئوها محور المقاومة للمشروع الصهيو_أميركي في المنطقة فلا حرب السفن ولا الطيران المسير ولا الحرب السيبرانية ولا الحصار الاقتصادي دفع محور المقاومة لإعلان الاستسلام بل راكم لدى المحور قوة ورصيداً من النجاحات والأوراق التي تجعله صاحب المبادرة في فرض شروطه في حسم أكثر من ملف وساحة ساخنة.
الخطوة الأميركية الأخيرة الفاشلة في زمانها ومكانها تتزامن مع تسخين وتوتير لأجواء المنطقة بضوء أخضر أميركي يسبق اجتماعات إحياء الاتفاق النووي في محاولة لإضعاف الموقف الإيراني وفرض الإملاءات الأميركية في وقت يعزز الحليف الإيراني من موقفه التفاوضي بل يفرض إيقاعه على مساعي الدول الأوروبية المعنية وصولاً لإلزام الأميركي بالعودة للاتفاق ورفع العقوبات والحصار وإيفاء جميع الأطراف بالتزاماتها التي تم الاتفاق عليها عام ٢٠١٥.
التطور الأخير في بحر عمان سيقلق المقامرين المراهنين على التفوق الأميركي ودوره في تقديم الدعم والإسناد لدول على خصومة مع إيران بل تناصبها العداء إلى جانب دول محور المقاومة في جبهة طويلة تمتد من إيران مروراً بالعراق وسورية ولبنان وصولاً لليمن فالهدف المعلن للإدارة الأميركية وأتباعها في المنطقة يتلخص في جوهره بإضعاف الدور الإيراني وكسر إرادة المحور وتمرير مشاريعها المشبوهة المسمومة بتمويل عربي وتخطيط صهيوني.
الرسالة الإيرانية وصلت لمن ينبغي أن يقرأ بأن التعاطي مختلف وقوة الدبلوماسية حاضرة والتفاوض بإيقاع إيراني وإرادة محور أكثر تماسكاً وقوة.