طرطوس-سانا
انطلاقا من حبه للتراث وإعادة إحيائه يجلس العم بسام صباغ على الرصيف أمام دكانه في مدينة صافيتا بريف طرطوس وبيده أداة حادة “مطرقة” وسلة مليئة بحجارة مختلفة النوع والحجم ليصنع قطعا تتعلق بماض وتراث عريق في غاية الدقة والإتقان.
صباغ البالغ من العمر 75 عاما قال لـ سانا إنه مارس عدة مهن منها البناء “تلييس الجدران” ثم الزراعة لمدة خمسين عاما وآخرها كانت مهنة النحت على الحجارة.
أما عن أعماله وتصاميمه فهي عبارة عن أدوات منزلية مصنوعة من الحجر والتي اعتاد على استخدامها أجدادنا وتعتبر جزءا من تراثهم القديم وحاليا تستخدم لأغراض الزينة.
العم صباغ يقضي معظم أوقات فراغه أمام دكانه جالسا على كرسيه الخشبي ماسكا بيده حجرا ومطرقة حتى يصل إلى الشكل المطلوب حيث يعمل بهمة ونشاط عاليين ويقوم بصناعة أدوات جميلة تسافر بك إلى تاريخ أجدادنا الذين اعتمدوا استخدام أدوات بسيطة وثقيلة في الوقت ذاته موضحا أنه يقوم أيضا بجولة في حقله بحثا عن حجارة ليصنع منها أشكالا متنوعة أو أنه قد يجد حجارة جاهزة للزينة تكون من صنع الطبيعة والتي تستخدم كزينة في الشلالات والمسابح وغيرها ثم يضعها في دكانه لتجذب الزبائن الذين يهوون اقتناء مثل هذه القطع.
وأشار صباغ إلى أن كل قطعة تأخذ وقتا معينا أثناء نحتها ولها أدوات معينة حسب نوع الحجر المستخدم وحجمه وكل شكل له نوع حجارة خاص به حيث ينحت معظمها من حجر البازلت والكلس الأبيض والأسود ويختلف سعر كل منها تبعا لحجمها ونوعها.
وأوضح صباغ أنه يعتمد فقط على أدواته البسيطة وهي عبارة عن مطرقة وسلة مليئة بالحجارة ولا يعتمد على الأجهزة الكهربائية كالصاروخ في قطع الأحجار أو تنعيمها أو رسم زخارف أو أشكال مختلفة بغية إنشاء قطعة تراثية مشابهة للقطع التي اعتاد القدماء على استخدامها منها جرن الحنطة “القمح” والطاحونة “الرحى” والمعرجلانيات والصمديات وقطع الزينة التي تستخدم أمام المنازل وتعطي قيمة جمالية للمكان الذي توجد فيه.
وأشار إلى أن الطلب على بضاعته قد انخفض وخاصة في ظل الحرب الإرهابية على سورية حيث كان هناك طلب كبير على هذه القطع التراثية من قبل السياح الأجانب والعرب الذين كانوا يزورون مدينة صافيتا قبل الحرب ليقتصر الطلب عليها الآن محليا من قبل مقتني أغراض الزينة.
تشكل ورشته ودكانه التي تحمل اسم الأم مدرسة مصدر رزقه وملجأ ليقضي معظم أوقات فراغه والتي يعتبرها أفضل أنيس حيث أشار إلى أن دكانه كتب على جدرانها “سورية مهد الحضارات” لأن سورية كانت وستبقى منارة العالم وبابها مفتوح للجميع وأن سورية ستعود إلى ما كانت عليه.
هيبه سليمان