اللاذقية-سانا
52 شاباً وشابة من مختلف المحافظات شاركوا بمغامرة استثنائية لتسلق أعلى قمة مطلة على البحر المتوسط في الساحل السوري (قمم تشالما وسلندرين) والتي يصل ارتفاعها إلى 1062 متراً فوق سطح البحر بتجربة جديدة هي الأولى من نوعها في تاريخ الأنشطة الرياضية المحلية.
وعلى خلاف المسر الأخرى التي تبدأ من القمة وصولاً إلى شاطئ البحر انطلق المشاركون في المسير الذي نظمه فريق (المغامر السوري) التابع للجنة العليا للأنشطة الخارجية في الاتحاد العربي السوري للرياضة للجميع على مدى يومين من شاطئ البدروسية سالكين طريقاً زراعياً بدأ فيه المسار بسيطاً وسهلاً لكن ما إن وصلوا إلى ارتفاع 500 متر حتى وجدوا أنفسهم أمام خيار واحد هو التوغل الكامل بين الأحراش والشجيرات والنباتات الشوكية واضطروا لشق طريقهم بأنفسهم مستفيدين من الممرات التي تحفرها الخنازير البرية أثناء تجولها بين الجبال ليصلوا إلى القمة في تمام الساعة السادسة عصراً.
“كانت مشاعر الدهشة والإعجاب بادية بوضوح على وجوه الجميع وعيونهم التي راحت تتأمل مشهد الشمس الغاربة وهي تلملم خيوطها لتغرق في البحر الذي تحول إلى مرايا تعكس أبهى آيات الجمال وصفحة السماء التي صبغها الشفق بمزيج من الألوان الدافئة التي تبعث على الطمأنينة” هذا ما قاله إبراهيم سعود قائد الفريق لمراسلة سانا الشبابية مشيراً إلى أن الهدف من إقامة النشاط تعزيز ثقة الشباب بقدرة الانسان على تحقيق أهدافه مهما بلغت الصعاب طالما أنه يمتلك العزم والتصميم.
وقال “في سبيل هذه الغاية صممنا هذه التجربة بشكل متقن حيث أن كل تقدم في المسار المحدد يجد المشاركون أنفسهم أمام سلسلة من المناظر الطبيعية الخلابة والإطلالات المذهلة للبحر الذي يتداخل مع اليابسة في تشكيلات جمالية رائعة”.
وأوضح سعود أن التوقف في القمة دام حوالي الساعة للتأكد من وصول الجميع وإعادة التجمع قبل المتابعة في المسير الليلي تحت ضوء القمر وصولاً إلى موقع التخييم الأساسي وسط الجبل حيث اعتمدنا بالتدفئة على الملابس وأكياس النوم والخيم الشخصية متجنبين إشعال النار لخطورتها في مثل هذا الوقت من العام.
الشاب حسن إدريس 29 عاماً خريج هندسة زراعية من محافظة طرطوس كان أول الواصلين إلى القمة حيث عبر عن سعادته بالمشاركة في هذه التجربة التي ساعدتهم على تسخير الخبرات التي اكتسبوها من التجارب السابقة للتغلب على الصعوبات التي واجهتهم.
أما الشابة آية عبد الحميد 23 عاماً مدربة حديد ولياقة من اللاذقية فقد كانت أولى الواصلين إلى نقطة النهاية في طريق الرجوع لتتحدث عن الأجواء الشيقة والممتعة الممزوجة بعنصر المفاجأة ومشاعر ترقب المجهول التي عاشتها مع المشاركين لاستكشاف طريقهم وسط الضباب الكثيف.
وقالت تعاونا جميعاً على توضيب الأمتعة الشخصية وتابعنا المسير إلى نبع تشالما بالاعتماد على المهارات التي لطالما تدربنا عليها في تحديد المواقع بحال عدم توافر التغطية ومنها استخدام البوصلة والخرائط الثابتة لاختيار الاتجاه الصحيح والوصول إلى النبع حيث تزود المشاركون بالمياه العذبة وانطلقنا في رحلة العودة إلى الشاطئ عبر طريق كسب البدروسية مبينة أن طول المسار بالكامل يبلغ 25 كم.
وقالت الطبيبة الشابة لانا صفايا من جرمانا “جميعنا قادرون على الوصول إلى أهدافنا”.
والمشاركون في المسير من محافظات اللاذقية وحلب وحمص ودمشق وريفها وطرطوس وحماة والسويداء ودير الزور.
رشا رسلان