“في جائحة فئران شتائية”.. مجموعة شعرية جديدة لعلي حميشة 

اللاذقية-سانا

على أنغام العود ووسط عدد من الأصدقاء والمحبين وذواقي الشعر الذين اجتمعوا في نادي الأوركسترا في اللاذقية وقع الشاعر علي حميشة ديوانه الجديد “في جائحة فئران شتائية” الذي ضم أكثر من ثلاثين قصيدة أتت كنتيجة لعمل إبداعي تراكمي امتد على مدى خمسة عشر عاما والصادر عن دار أرواد بـ 130 صفحة من القطع المتوسط.

وفي حديث لنشرة سانا الثقافية يرى الشاعر علي حميشة أن مجموعته الأخيرة تعد استكمالاً لدواوينه الشعرية الثلاثة التي صدر منها ضربات حادة وفي أحد أدوار ناطحة سحاب بالإضافة لمجموعة سابقة حملت اسم أناشيط والتي تعد أيضا نتاجا لكتاباته منذ انطلاق تجربته الشعرية في الثمانينيات وتميزت بقصائد حملت بعدا ساخرا طغى على لون الكتابة والمفردات.1

ويقول.. تعتبر هذه المجموعة الأخيرة بداية لمرحلة شعرية جديدة تمهد الطريق لكتابات أخرى تستقطب في طياتها الإنسان وخوالجه وانفعالاته وحالاته فأنا من أنصار القصيدة الشمولية من حيث البساطة والعمق والتي تسلط الضوء على تجلياتنا الذهنية ولست مع انتماء القصيدة لحالة أو لخط معين ولا أحصر نفسي في نمط محدد كاليوميات والتجريديات.

ويضيف حميشة.. عملت في مجموعتي الأخيرة على تفعيل جانب السخرية المبطنة في النص كمحاولة مني لتعرية كل شيء حولي وتحطيم التابوهات فالشعر من وجهة نظري هو ممارسة للحرية على صعيد النص ويرتبط ارتباطا وثيقا بحياتي وتجربتي.

ويستخدم الشاعر حميشة في كتاباته مفردات منبثقة من الطبيعة البسيطة ومن تفاصيل نراها حولنا فالطبيعة بالنسبة له جزء لا يتجزأ من حياته ولا سيما أنه قضى مرحلة الطفولة في الريف ما جعل لغته مشبعة بمفردات الحياة الريفية لكنها ايضا لا تنفصل عن طبيعة حياته في المدينة لذلك يرفض الفصل بين الريف والمدينة

فهي مقولات زائفة بالنسبة له ويظهر ذلك جليا في نصه القائل .. “النجوم والكواكب ومنديل جدتي الحريري وحدوتها الكاوتشوك وفستانها الكشكش كلها جعلتني أحتطب قصب الشاي مسرعا وكأن جدتي ستخرج من فم الابريق”

كذلك اختار الشاعر حميشة أحد أعماله التشكيلية ليكون غلافا لديوانه الشعري وأوضح انه يركز أيضا على الطبيعة بشكل عام في نتاجه التشكيلي والذي يصنف ما بين التصوير والنحت أو ما يسمى بالأعمال التركيبية إذ يعمل على جمع عناصر من الطبيعة تعتمد على الفخار والزجاج والمعدن وأي عنصر آخر يخدم رؤيته في اللوحة لافتا الى مشاركاته العديدة ضمن معارض جماعية وفي معرض فردي خاص به.

كما أشار حميشة إلى عمله الحالي لإنجاز أكثر من مخطوط شعري لافتا الى أن بعضها أصبح جاهزا للنشر لكنه يبحث بشكل دائم عما يناسبه من شروط لنشر نتاجه الأدبي الذي يختار له عناوين من إحدى القصائد التي يتضمنها كل الديوان والتي تعبر عن فكرة معينة يريد إيصالها الى القارئ.

ويتابع قائلا.. ما زال الجمهور متعطشا للاطلاع على آخر النتاجات الشعرية لأسماء شعرية أحبها وأصبحت قريبة من قلبه خاصة في محافظة اللاذقية التي حافظت على حركتها الثقافية رغم جميع الظروف الطارئة على البلاد مثل محمد دريوس ودمر حبيب وزياد عبد الله وحسن أبو الشملات ولا بد أن نشير أيضا الى تجارب شبابية جديدة نشطت على صعيد وسائل التواصل الاجتماعي رغم أني لا أعتبرها وسطا جيدا لتحقيق الجماهيرية المطلوبة لكنها مؤشر حقيقي على وجود شعراء شباب يريدون الحصول على فرصتهم الحقيقية ولديهم الكثير من الطاقات والإمكانات.

يذكر أن الشاعر علي حميشة من مواليد اللاذقية عام 1964 في رصيده الأدبي أربعة دواوين شعرية ومجموعة قصصية بعنوان “الوجه وعذاب الظل”.

ياسمين كروم