موسكو: تقديم المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الحكومة السورية

موسكو-سانا

جددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التأكيد على موقف بلادها الداعي للحل السياسي للأزمة في سورية، مشيرة إلى أن بلادها تنطلق من أهمية تقديم المساعدات الإنسانية لجميع السوريين بلا استثناء وبالتنسيق مع الحكومة السورية.

وأشارت زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي اليوم إلى إن “موسكو تعتزم مع شركائها بموجب صيغة أستانا الاستمرار في الإسهام بدفع العملية السياسية في سورية على أساس القرار 2254 مع الحاجة إلى إجراءات متواصلة لمساعدة لجنة مناقشة الدستور”.

من جهة أخرى أكدت زاخاروفا أن موسكو سترد على قرار حلف الناتو بإلغاء اعتماد طاقم البعثة الروسية لديه من خلال إجراءات مضادة يجرى العمل عليها، موضحة أن القرار لم يكن مفاجئاً لموسكو وإنما المفاجئ كان “وقاحة تقديمه”.

وخلال إعلان الناتو سحب اعتماد 8 دبلوماسيين من البعثة الروسية وخفض حجم البعثة الروسية في بروكسل إلى النصف قالت زاخاروفا “إنه تم إخطار الجانب الروسي بذلك رسميا في الـ 6 من تشرين الأول وبالتالي لم تكن هذه الخطوة من جانب الناتو مفاجئة لكنها أثارت الاستغراب لوقاحتها وعدم تقديم تفسير رسمي لأسبابها.

ولفتت زاخاروفا إلى أنه بات واضحاً عدم رغبة الناتو وأعضائه في التعاون موضحة أن كل ما يجري هو دعم نهجهم وأسلوبهم في التعامل مع روسيا حيث يأتون بتلك الأمور من غير أي أساس أو دليل ويلفقون قصة غير حقيقية لتحطيم العلاقات وإيصالها إلى أدنى حد الأمر الذي يؤدي إلى زعزعة الاستقرار وخلق صراع في المنطقة.

وأضافت زاخاروفا إن هناك موضوعاً آخر يدعو إلى الشك حول “بحر البلطيق” والأحداث الأخيرة فيه وكذلك حول ما جرى الإعلان عنه في كوبنهاغن معربة عن قلق موسكو حيال هذا النهج المضاد لروسيا.

وفيما يتعلق بالأوضاع على الحدود الافغانية الطاجيكية أكدت زاخاروفا أن القاعدة العسكرية الروسية في طاجيكستان مزودة بكل ما يلزم لمساعدة حكومة دوشنبه في حال توتر الأوضاع مبينة أنه “سيتم اتخاذ إجراءات حاسمة جدا وفقا لمبادئ التحالف الروسي الطاجيكي والشراكة الاستراتيجية”.

وأضافت زاخاروفا إن “موسكو ودوشنبه تحافظان على اتصالات بين وزارتي الدفاع ودائرتي الحدود والبعثات الدبلوماسية وتواصلان التعاون في تعزيز القدرة الدفاعية لطاجيكستان وخدمة حدودها مع مراعاة جميع الاحتياجات العملياتية”.

إلى ذلك أعربت زاخاروفا اليوم عن قلق بلادها إزاء تنامي نشاط تنظيم داعش الإرهابي في أفغانستان.

وقالت زاخاروفا: “نرصد بقلق بالغ أنشطة تنظيم /داعش/ في محيط السفارة الروسية في كابول في الرابع من شهر تشرين الأول الجاري حيث تم القضاء على خمسة من عناصر هذه المجموعة الإرهابية”.

ودعت المتحدثة الروسية السلطات في كابول إلى “اتخاذ إجراءات إضافية لضمان أمن البعثة الدبلوماسية الروسية وكذلك المواطنون الروس في أفغانستان”.

وفي سياق آخر دعت زاخاروفا بريطانيا إلى عدم استفزاز أو إثارة سباق تسلح الكتروني مشددة على أن روسيا تدعو باستمرار إلى رفض عسكرة فضاء المعلومات واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للأغراض السلمية حصراً.

وقالت زاخاروفا إنه “خلال عدة سنوات وبذريعة مواجهة التهديدات التي يزعم انها تنبع من الأراضي الروسية تم إدخال فكرة الحاجة إلى بناء أسلحة هجومية في فضاء المعلومات والفضاء الإلكتروني وزرعه في الوعي العام للدول الأعضاء في حلف الناتو”.

وبشأن الملف النووي الإيراني أعربت زاخاروفا عن أملها بأن تعقد الجولة القادمة من المفاوضات حول خطة العمل الشاملة المشتركة في فيينا بالمستقبل القريب وأن تكون التطورات السابقة بمثابة نقطة انطلاق وأساس موثوق للتوصل إلى اتفاقيات.

يشار إلى أنه انعقدت في العاصمة النمساوية فيينا 6 جولات من المفاوضات لاستعادة الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018.