تدمر-سانا
بدأ موسم قطاف التمور في واحة بساتين تدمر التاريخية بعد أن حرم منها المزارعون لأكثر من عشر سنوات جراء الأعمال الإرهابية في المنطقة.
الزائر لواحة بساتين النخيل في تدمر يلاحظ منذ الوهلة الأولى الواقع الذي وصلت إليه الأشجار وهو ما أدى إلى قلة إنتاج التمور وأثر على نوعيتها جراء قيام الإرهابيين بقطع المياه عنها إضافة إلى سرقتهم معدات الآبار وإلحاق الضرر بالأشجار التي كانت تزهو بها الواحة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين وتشكل مصدر رزق للفلاحين وفقاً للمزارع محمد الحمد من أهالي المنطقة لافتاً إلى أن عودة الأهالي والفلاحين إلى المدينة بعد تحريرها على يد أبطال الجيش العربي السوري من شأنه أن يسهم في إعادة الحياة لهذه الواحة.
وفي جولة لمراسل سانا في أرجاء الواحة ولقاء عدد من المزارعين الذين يقطفون عناقيد التمور والفرحة تغمر وجوههم أشار المزارع جمال شحيدة إلى أن عودة مياه نبع أفقا التاريخي الذي يغذي أشجار الواحة وزيادة تدفقه بعد تعزيل مجراه من مخلفات الإرهابيين أسهمت بشكل كبير في بدء عودة الحياة لأشجارها وعودة الفلاحين لمزارعهم التي تمتد على مساحات شاسعة وخاصة أن مياه النبع هي الوحيدة التي تغذي الواحة حالياً جراء توقف بئر المياه الذي يتبع لمديرية الموارد المائية وتتم إعادة تأهيله لكونه يعتبر رافداً لمياه نبع أفقا من أجل وصول المياه إلى كل مساحة الواحة.
المزارع حاكم الشليل قال بدوره: “لاحظوا كيف عادت أشجار مزرعتي للحياة لاهتمامي الكبير بمتابعة سقايتها بشكل دوري لكونها مصدر رزق لي ولعائلتي من محصول أشجار النخيل والزيتون أيضاً” لافتاً إلى أن التمر التدمري مرغوب جداً في الأسواق لجودته العالية وأصنافه المتنوعة آملاً بعودة جميع أصحاب البساتين إلى مزارعهم والاهتمام بها.
رئيس مكتب تطوير البيئة بتدمر غسان عبد الله أكد من جانبه أن واحة النخيل والزيتون بتدمر البالغة مساحتها نحو 400 هكتار تضم نحو 80 ألف شجرة نخيل ذات أصناف مختلفة أبرزها القصبي والبلوري والأسود والأصفر والأشقر مشيراً إلى أن هذه الشجرة ذات الأهمية البيئية والاقتصادية كانت تعتبر مقدسة عند التدمريين القدامى كما أن الألقاب التي حظيت بها تدمر على مر العصور كانت كثيرة وأشهرها بالميرا وتعني شجرة النخيل حتى أصبحت هذه الشجرة رمزاً يحاكي التاريخ ويواكب أحداث الحاضر في المجتمع التدمري.
عدنان الخطيب