دمشق-سانا
مزيج من الطب والصحافة والأدب هو ما جعل الشاب خالد عواد يشكل نموذجا شبابيا لافتا فقد هرول وراء أحلامه المتعددة محاولا إيجاد قطبة سحرية تجمع بين ميوله العلمية والإبداعية والتي لا يرى فيما بينها اختلافا إنما هي أوجه لحالة إنسانية تنشد التنوع والثراء وتستطيع أن تجمع بين ما يبدو للوهلة الأولى وكأنه مسرح من المتناقضات لكنه في حقيقة الأمر ليس إلا تجليات متعددة الأشكال والصور لشاب سوري طموح.
حول تجربته هذه تحدث الشاب عواد إلى نشرة سانا الشبابية موضحا أن وقف حائرا لدى حصوله على الثانوية العامة فقد كان الخيار صعبا أمامه بين دراسة الصحافة والإعلام أو التوجه إلى كلية الطب البشري فكان الخيار الثاني هو ما استقر عليه مبيتا النية على دراسة الصحافة في برنامج التعليم المفتوح وهذا ما حدث حيث أصبح طالبا في الفرعين في وقت واحد.
وذكر عواد أنه على خلاف الآخرين لم يكن يجد تناقضا بين الطب والإعلام والأدب الذي يستهويه بشدة كما يردد عليه الآخرون دائما فالعصر هو عصر الإعلام ولذلك فإن بإمكانه أن يستثمر هذا العصب الحيوي في نشر الثقافة الصحية التي تعاني قصورا وضيقا على أوسع نطاق وداخل كل بيت وكل أسرة خاصة وأن انتشار هذه التوعية يمكنه أن ينقذ حياة إنسان أو يساهم في شفاء مريض.
وقال قد يفاجا البعض من قدرتي على التنسيق بين الدراستين لكن 24 ساعة هي كافية أكثر مما نتخيل لعمل أشياء كثيرة عبر قليل من التنظيم الجدي للوقت ومعرفة كيفية استغلاله على أنه شيء ثمين قد نخسره ما لم نحسن استغلاله في الدراسة أو العمل أو التطوع أو في أي شيء مفيد.
كذلك يحتل الأدب جزءا واسعا من اهتمامات الشاب الطموح إذ أن لديه كتابات عديدة في المجالين النقدي والأدبي وهي كتابات تتجلى في كتاب سيصدر قريبا تحت عنوان مورفين حيث قال.. الكتابة بمفهومها العميق هي حاجة فكرية وإبداعية في آن معا فكلنا نحتاج للكتابة في وقت من الأوقات إذ أنها وسيلة لتفريغ الضغط وللابتعاد عن الواقع أحياناً نحو حلم أجمل وللاقتراب من الواقع أحياناً لتجسيد هذا الحلم كحقيقة.
ولفت عواد إلى أن فكرة كتابه مورفين جديدة من نوعها حيث أنها محاولة للاستفادة من الأدوات الطبية والأدوات الأدبية لرسم لوحة يسميها “الواقع المريض وكيفية علاجه” مؤكدا أنه في الطب لا يمكن علاج الأمراض بالهروب منها إنما بالمواجهة الجريئة مع حقيقتها والتي تتطلب فهم المرض وآلية تطوره لمعرفة كيفية مجابهته والتخلص منه فليس من إمكانية للعلاج الاعتباطي وهذه هي ماهية الأدب.
وتابع ..هكذا سيكون مورفين حيث الواقع فيه ممدد على طاولة الفحص بكل جرأة فهناك مريض نفسي مصاب بالفصام وأحياناً مصاب بأمراض مناعة ذاتية مزمنة واحيانا بأمراض خبيثة وسنجده في غرفة العمليات وفي العناية المشددة وفي الإنعاش حيث أحاول أن أقارب الواقع في جميع حالاته المرضية وكما أن تشخيص الأمراض لا يكفي لعلاجها لذلك سأتحدث بعد كل حالة عن علاجاتها الممكنة وعن أساليب الوقاية منها.
وأشار عواد إلى أن كل ما يشد انتباهه قد يكتب عنه ربما حادثة بسيطة في الشارع أو قراءة كتاب ما أو موقف صادفه فأثر فيه على نحو بالغ لكنه أكثر اهتماما بالربط بين الطب والواقع فهو يحاول أن يدرس المجتمع بعلاقاته المتشابكة وشخوصه المتنوعة عبر تواصله مع عالم المرضى وذويهم وتحليل مشاكلهم وطريقة تعاطيهم مع الأزمات والمصائب والحالات الخاصة التي يمرون بها.
واعتبر عواد أن الطب يغني معرفة الأديب فينعكس ذلك على كتاباته الأدبية فالطب والأدب توءمان سياميان لا يمكن فصلهما بسهولة لأن كليهما يستهدف الإنسان وإذا كان الطب يعمل على المحور المتصل بعلاج الإنسان فإن الأدب يعمل على بنائه باعتباره طبا للنفوس حسب تعبيره.
وتابع.. الطب يشكل مادة أولية واسعة وغنية جدا للكتابة إذا ما امتلك الطبيب القدرة على التعبير وتحويل احتكاكه اليومي بنماذج بشرية مختلفة إلى مادة أدبية وهناك الكثير من التجارب العالمية والمحلية لأطباء حققوا نجاحا أدبيا مهما من أمثال الدكتور عبد السلام العجيلي والأديب الروسي انطون تشيخوف.
يشار إلى أن الشاب خالد عواد من مواليد العام 1992 و هو طالب طب بشري في السنة الخامسة وطالب سنة ثانية صحافة وإعلام في برنامج التعليم المفتوح وله العديد من المقالات في صحف ودوريات محلية كما أنه عضو مؤسس في فريق الكريات الحمر التطوعي حيث عمل ضمن الفريق على إعداد أكثر من 90 محاضرة جامعية إلكترونية في مختلف المواد الجامعية كما شارك بتقديم أكثر من 10 جلسات سريرية تعليمية تفاعلية.
لمى الخليل