الدكتور طعمة: مكافحة الفساد تبدأ من أنفسنا

دمشق-سانا

قال الدكتور نبيل طعمة مدير دار الشرق للطباعة والتوزيع والنشر في محاضرته بعنوان الفساد آفة قاتلة إن العالم الذي يعتبر نفسه في المقدمة يعمل على نشر الفساد في دول العالم الثالث مؤكدا ضرورة معالجة الفساد من جذوره.

وأضاف طعمة في محاضرته التي ألقاها ظهر اليوم في ثقافي أبو رمانة نحن الآن بحاجة الى هداية صحيحة وسبل تصل بنا إلى وسائل نحافظ بها على شخصيتنا وإنسانيتنا لأننا ما زلنا نعوم على السطح ونترك الغوص في الأعماق اختصاصا للآخر الذي هو سبب مشكلتنا وقهرنا وفسادنا وهمومنا.

وإن المجتمع الأوروأمريكي وفق ما أوضحه طعمة بدأ يحاول إقناعنا بإعادة تشكيل بنيتنا ولكن بما يتلاءم مع منظومته الاستعمارية الطاغية محاولا أن يفهمنا أن ما يمكن أن نقوم به ضد أوطاننا وضد من يخاصمهم هو ثورة وهذا في واقع الأمر باطل لا يمكن أن يساهم في القضاء على الفساد ما لم نفهم أن القاعدة هي أساس كل شيء وهي تتمثل بنا أولا وتبدأ من الأدنى وهذا يحتاج إلى إعادة النظر في الثقافة التربوية ومحو الأمية الفكرية والدينية والاقتصادية والعمل على تطوير الفكر وصقل جوهر الإنسان ابتداء من المنزل لأن السواد الأعظم الذي يفرضه علينا الآخر ممثلا بأوروبا وأمريكا بلغ حيزا كبيرا حتى وصل إلى الشهادات العلمية واصبحنا نفهم أن الشهادة هي لغة وظيفية ولم نتجه الى ما تعنيه الشهادة وما يمكن أن تفعله من تطور وتثبيت لشخصيتنا الأصيلة ومدى انتمائها وتطويرها.

كما أشار طعمة إلى ضرورة فهم الدين بشكل يساهم في مكافحة الفساد وإبعاده عن الأفكار التي يأتي بها الغرب حتى حول الدين إلى أقسام وجعل منه أداة للفتك والقتل وهذا من أخطر حالات الفساد التي تعمل على إنهاء شخصيتنا الفكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

ورأى مدير دار الشرق أن العملية الاجتماعية هي مسؤولة عن انتشار الفساد أو عن مكافحته فلا بد من ثقافة اجتماعية واعية وتطوير الإبداع والإنتاج ما يخفف من هذه الظاهرة التي بدأت تدمر أفكار شبابنا وتدفعهم بالتفكير الى ترك أوطانهم أو اعتناق ثقافة مغلوطة تؤذي بهم وببنائهم الفكري لأن الفساد مشروع تاريخي وجد منذ وجود الأمم لأن قيامة الأمم كانت على التضاد.

أما الدكتور هاني الخوري فقال في مداخلته إن التنمية البشرية تساهم في الحد من الفساد أو القضاء عليه كما أن التطور والتقدم ليس بالرفاهية المادية وأن التطور لابد ان يكون ناجحا خلال عمر الإنسان وصحته وحصوله على الأمان وما يملكه من ثروة وطريقة الدخل الإجمالي التي يكون منها هذه الثروة وكيف يمكن ان يصرفها إضافة الى ان المجتمع يجب ان يكون شريكا في الحضارة والتطور وفي توزيع الثروات وليس الافراد فقط.

محمد الخضر