اللاذقية-سانا
أكثر من 300 غرسة زرعتها أيادي المشاركين ضمن حملة التشجير التي نفذتها الجمعية الوطنية لإنماء السياحة في سورية ضمن منطقة البهلولية يوم الجمعة الماضي بهدف تحقيق شرط التنمية السياحية في المنطقة الأمر الذي يعتبر واحدا من الأسس التي تعمل عليها الجمعية منذ انطلاقتها.
وتعد هذه الحملة الأولى من نوعها على صعيد التنظيم والتنفيذ ولاسيما ان المنطقة المختارة قد تعرضت لحرائق كبيرة ناتجة عن ماس كهربائي حدث أثناء إحدى العواصف الشتوية فبادرت الجمعية لأخذ دورها وتحمل مسؤولياتها كجهة أهلية لإعادة تأهيل هذه المساحة من الغابة وتهيئتها لتكون مقصدا لعدد من الأنشطة السياحية مستقبلا كمكان للمنتزهات أو وجهة حقيقية للسياحة البيئية.
تقول رئيسة مجلس إدارة الجمعية سحر حميشة في حديثها لنشرة سانا سياحة ومجتمع إن القائمين على الفكرة استفادوا من الأخطاء السابقة التي حدثت خلال حملات التشجير التي شاركت بها الجمعية فتم تجنب اختيار أشجار قابلة للاحتراق بسرعة كالصنوبر والاستعاضة عنه بأنواع حراجية مثمرة ومقاومة للحرائق بطبيعتها كالخرنوب والروبينيا والغار والزنزرخت لافتة إلى أنه على المدى الطويل وبعد نمو هذه الشجيرات سيستفيد أهل المنطقة من ثمارها في الطعام وعلف الحيوانات كما أن منظرها الرائع سيفيد في جذب نسبة جيدة من السياح الباحثين عن فيء الغابات.
وتقع منطقة البهلولية على بعد 25 كيلومترا على طريق عام اللاذقية-حلب وتم اختيار أماكن التشجير لتكون مطلة على بحيرة 16 تشرين الشهيرة ما أضفى على العمل سحرا كبيرا استمده المشاركون من روعة المكان الذي تحول الى ورشة عمل كبيرة شارك فيها فريق دعم من المهندسين المتخصصين وعمال من مديرية الحراج إضافة الى مساندة مركز حراج البهلولية وعدد من أهالي المنطقة الذين تحمسوا للمساعدة.
وتشير حميشة إلى “أن الجمعية اعتمدت على سكان البهلولية لتأمين الأدوات اللازمة لإنجاز الحملة التي تحمل تكاليفها أحد رجال الأعمال في محافظة اللاذقية فأتى النشاط نتاجا لتشبيك عالي المستوى بين عدد كبير من الجهات المعنية لتحقيق إنجاز بعيد المدى”.
واعتبرت حميشة أن الحملة بداية لسلسلة من الحملات ستنفذ بالتعاون مع مديرية الحراج التي أمنت الغراس اللازمة إضافة الى مركز حراج البهلولية والغرض تشجير اكبر مساحة ممكنة من غابات المنطقة.
ونوهت بالسرعة والجد التي عمل بها المتطوعون الذين بلغ عددهم الستين مشاركا لتنفيذ عمليات التشجير بشكل سليم وحسب الإرشادات التي أعطيت لهم لافتة الى ضرورة تكاتف الجهود لتعود هذه المنطقة لجماليتها المعهودة وخاصة انه مازالت هناك مساحات كبيرة بحاجة الى التشجير.
وبعد أن أشارت إلى انه ستكون هناك متابعة للغراس المزروعة وسقايتها من قبل مديرية الحراج ذكرت حميشة أن إدارة الجمعية ستسعى خلال الحملات القادمة لزيادة عدد المتطوعين الذين يفضل ان يكونوا متحمسين للفكرة ولديهم دافع شخصي للعمل التطوعي المرتبط بالمجال الذي تعمل ضمنه الجمعية مؤكدة ان كل حملة او نشاط هو فرصة لزيادة أواصر التفاعل الاجتماعي بين المشتركين من جهة وتعميق ارتباطهم بالطبيعة ومكوناتها من جهة أخرى.
ياسمين كروم