حمص -سانا
في أحياء حمص القديمة التي تذخر بعدد من الأبنية التاريخية التي تشهد على عراقتها يركن دير مار اليان الحمصي الذي يعد من اقدم الأديرة الأثرية في حمص فتاريخ بنائه يعود للقرن الخامس الميلادي ويؤمه الزوار من مختلف بقاع العالم.
ويعزو الأب استاثيوس مخول كاهن مطرانية الروم الأرثوذكس بحمص تسمية الدير الى الراهب اليان الذي عاش في القرن الثالث الميلادي حيث ذاع سيطه في تلك الفترة كرجل خير وطبيب يداوي الناس وتوفي بعد ملاحقة الرومان له حيث عملوا على اضطهاد أهل حمص في تلك الفترة ودفن في الدير الذي حمل اسمه.
ويشير الأب مخول إلى أن رجل الدين اليانحمل مكانة لدى أهل حمص في الماضي والحاضر وأعطوه عددا من الألقاب أهمها اليان الحمصي إضافة الى لقب الشهيد وشفيع مدينة حمص.
وبحسب المصادر التاريخية فان بناء الدير يعود للعام 432م عندما قرر بولس أسقف حمص أن يبني ديرا مكان المغارة التي دفن بها اليان الحمصي وهو الآن في حي الورشة بمدينة حمص.
وتبين المصادر أن الدير تعرض للضرر خلال الفترات الزمنية السابقة وتم تجديده وتوسيعه مرات عدة كان آخرها عام 1970من قبل المطران الكسي عبدالكريم وأنه خلال عملية الترميم عثر العمال أثناء قشط الجدران والقبة التي تعلو ضريح اليان الحمصي على رسوم جدارية عليها صور للسيد المسيح وأمه العذراء وبعض رجال الدين المسيحي القدماء إضافة الى لوحات عليها كتابات يونانية وعربية قديمة وتمت دراستها وحفظها من قبل مديرية الآثار والمتاحف.
وعند نهاية عملية الترميم عمل المطران عبد الكريم على تزيين الدير برسوم جدارية فريسك حيث كلف رسامين من رومانيا بهذه المهمة.
ويتميز الدير إضافة الى الرسوم الجدارية القيمة بوجود تابوت رخامي يعود للراهب اليان الحمصي مصنوع بشكل بديع كما يوجد بالدير إيقونسطاس خشبي قدم من الكنيسة الأرثوذكسية في رومانيا عليه مجموعة من الأيقونات الثمينة.
وأشار مخول إلى تعرض الدير لعمليات تخريب ممنهجة من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة إلا أن العناية الإلهية أحاطت به وحالت دون دماره بالكامل حيث بقيت الاشياء الاثرية القديمة والايقونات التي يزيد عمرها عن 200 عام على حالها.
وفي بداية شهر شباط من كل عام يحتفل في الدير بعيد ماراليان الحمصي وتستمر الاحتفالات لمدة أسبوع وفي السابق كانت تقام خلاله مجموعة من النشاطات الاجتماعية والثقافية والصحية حضرتها شخصيات من مختلف دول العالم منهم الشاعران أدونيس ومحمود درويش.
وفي العام الحالي أعيد الاحتفال بعيد مار اليان في الدير بعد غياب دام ثلاث سنوات واقتصرت الاحتفالات على إقامة الصلوات والقداديس وحمل الشموع على نية عودة السلام والأمان لربوع الوطن.
أحمد نصار