دمشق-سانا
تجسيدا للتلاحم بين رجال الدين والجهاز القضائي في مواجهة الهجمة الشرسة التي تشن على سورية كرم مركز الإمام المهدي الثقافي في مدينة السيدة زينب وزير العدل الدكتور نجم حمد الأحمد وعددا من القضاة نظرا للجهود الدوءوبة التي بذلتها وتبذلها الوزارة والعاملون فيها لضمان ديمومة العمل القضائي واستمراريته.
وأشار الوزير الأحمد عقب حفل التكريم الذي أقيم في مقر وزارة العدل إلى أهمية الدور الذي يقوم به رجال الدين في غرس قيم المحبة والتسامح بين أبناء المجتمع موضحا أن هذا التكريم يرمز إلى ثقافة ودور الكلمة الطيبة في المجتمع من خلال الحض على معاني المحبة والسلام ونبذ الأفكار الغريبة البعيدة عن الإسلام الحنيف المعتدل الذي تعمل التنظيمات التكفيرية ومنها تنظيم “داعش” الإرهابي على تشويه صورته أمام مرأى من العالم أجمع.
وفي تصريح لمندوب سانا حول مدى إمكانية مقاضاة الدول الداعمة للإرهاب في سورية محليا ودوليا كشف وزير العدل أن المعركة القانونية في المستقبل ستكون هي المعركة الأهم في مواجهة الدول الراعية للإرهاب التي قدمت مختلف أنواع الدعم والتسهيلات للإرهابيين مبينا أن الوزارة أنجزت حتى الآن خمسة تقارير حول الجرائم التي ارتكبتها الدول والمنظمات والشخصيات الدولية من خلال دعمها للإرهابيين وكل تقرير منها يتجاوز مئات الصفحات وهي مترجمة للغتين الإنكليزية والفرنسية وهناك خمسة تقارير أخرى قيد الإنجاز.
وتابع الأحمد انه عند اكتمال هذه التقارير التي تندرج ضمن عملية توثيق الجرائم الإرهابية التي ارتكبت في سورية ستبدأ عملية مقاضاة كل من كان سببا رئيسيا في الأزمة في سورية أو كان له دور مباشر أو غير مباشر في سفك الدم السوري سواء أمام المحاكم الوطنية السورية أو أمام محاكم تلك الدول أو المحاكم الدولية.
وأكد الأحمد أن القضاة والعاملين في الجهاز القضائي تمكنوا على الرغم من شراسة الهجمة التي تتعرض لها سورية من الصمود في عدلياتهم ومحاكمهم وفي أكثر المناطق خطورة وهم يواصلون التصدي للجرائم التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية المسلحة مشيرا إلى أنه كلما طالت يد الإرهاب قاضيا بالخطف أو القتل أو قصرا عدليا بالحرق والتخريب كان القضاة والعاملون في الجهاز القضائي في جميع المناطق السورية يزدادون عزما وتصميما على مواصلة العمل القضائي واستمرارية النظر في الدعاوى القضائية حفاظا على حقوق المواطنين وضمانا لسيادة الدولة وهيبتها على أراضيها.
من جانبه أكد المدير العام لمركز الإمام المهدي الثقافي الشيخ محمود نواف العداي أن هذا التكريم هو تعبير عن وقوف رجال الدين إلى جانب قيم العدالة والحق والصمود والقائمين على إحقاقها من قضاة وعاملين في الجهاز القضائي في سورية موضحا أن دور رجال الدين في المجتمع هو أن يكونوا رسل خير ومحبة وعامل وئام وتفاهم بين كل مكونات وفسيفساء الشعب السوري.
وأشار الشيخ العداي إلى أن على جميع رجال وعلماء الدين في سورية الوقوف وقفة رجل واحد في عملية تبيين معالم الأزمة في سورية بدقة والتمييز بين طريق الحق المتمثل بمحور المقاومة وطريق الباطل المتمثل بأصحاب الفكر الإرهابي المتطرف الذين يعيثون في سورية فسادا ولا يخدمون في النهاية إلا العدو الإسرائيلي وأسيادهم في الغرب.
وتم خلال الحفل تقديم الشهادات والدروع إلى وزير العدل والنائب العام للجمهورية القاضي خلف العزاوي ومعاوني وزير العدل القاضي تيسير الصمادي والقاضي سحر عكاش والقاضي سمير برمبو والمحامي العام الأول بدمشق القاضي أحمد زاهر البكري والمحامي العام الأول بريف دمشق القاضي أحمد السيد إلى جانب رئيسي النيابة العامة في دمشق وريفها وعدد من القضاة والعاملين في وزارة العدل.
يذكر أن مركز الامام المهدي الثقافي تأسس بداية العام 2012 بهدف نشر الثقافة الإسلامية الوسطية وبيان التراث والتاريخ العربي وتوعية الشباب في مواجهة الفكر التكفيري المظلم وهو يقيم بالتعاون مع العديد من المراكز الثقافية والجهات العامة محاضرات وندوات ثقافية تجسد معاني الوحدة الوطنية والفكر المعتدل المنفتح.