دمشق-سانا
أسئلة كونية وجودية ما تزال تراود الإنسان منذ البدء وستبقى إلى الأبد تطرحها 16 لوحة للفنانة التشكيلية رولا أبو صالح لتشارك الأخر في البحث عن الخلاص.
واختارت الفنانة أبو صالح للوحاتها في معرضها الثاني الذي استضافته صالة جورج كامل القياسات الكبيرة التي ترواحت بين المتر و10سم والمتر ونصف لتستطيع تحميل هذه اللوحات أسئلتها العميقة.
وأوضحت الفنانة التشكيلية أبو صالح أنها في معرضها السابق حاولت بث همومها من خلال الأطفال أما في معرضها هذا فقد رأت أن المهرجين أقدر على حمل مقولاتها أسئلتها المليئة بالغرابة التي تجلت في وجوه الشخوص وعيونهم فالإنسان يعيش في حالة ضياع وهو يبحث عن حقيقة الوجود.
ولفتت أبو صالح إلى أن كل شيء في اللوحات يعكس الحالة الداخلية التي تنتاب الفنان لذلك اختارت للوحاتها الأبيض والأسود لتعكس تلك التناقضات التي نعيشها في دواخلنا ولكن أحيانا مع ضربات لونية تضيء على سطح اللوحة كما يضيء الأمل في دواخلنا مشيرة إلى أن الأسئلة التي طرحتها شغلت حيزاً في الفلسفة والفكر الإنساني والحضارات القديمة والأساطير لم تكن قادرة على الإجابة عن أسئلتها فدائما هناك شيء مجهول أو مخفي وإجابات غير شافية.
الفنان التشكيلي علي الكفري أوضح أن معرض اليوم فيه مآس وعمق وغرابة لافتاً إلى أن الأعمال رغم سوادها تضج بالأمل فالأبيض هو لون الحياة مكون من ألوان قوس قزح ومنه تنبع الألوان معتبراً أن الفنانة أبو صالح استطاعت أن تضع قدمها بكل ثقة على الساحة التشكيلية والأعمال قوية تبشر بمستقبل واعد مفروش بالورد.
الفنان زياد قات رأى أن الدهشة هي الشعور الأول الذي ينتاب الزائر للمعرض فالفنانة عندها الثقة بالنفس والقدرة على التعامل مع الألوان واستطاعت عبر الألوان الرمادية أن تبدع عوالم من الألوان والمواضيع وأن تقدم عبرها مقولاتها ذات الهم الإنساني كما أنها امتلكت جرأة كبيرة لا نراها إلا عند فنان معتمد على إمكانيات قوية فهي واثقة من نفسها وخاصة في خيار الألوان ولا سيما الرماديات منها التي تشعرنا بالفرح والحزن والأمل والإحباط بتكوين يضاهي كبار الفنانين.
بلال أحمد