الشريط الإخباري

صرف الدواء دون وصفة طبية.. توفير قد يودي بالحياة

درعا-سانا

اعتاد سامي الأديب أحد سكان درعا التوجه إلى الصيدلية القريبة من منزله وشرح حالته الصحية أو حالة أحد أفراد أسرته للصيدلي وأخذ الدواء الذي يقترحه الأخير دون وصفة أو استشارة مختص لتوفير بعض التكاليف المادية.

ويجد سامي الذي يعاني من مرض مزمن صعوبة بمراجعة الطبيب كلما دعت الحاجة لتكرار الدواء نظرا لدخله المحدود وبعد عيادة الطبيب عن مكان سكنه ويقول “الصيدلي بات يعرف مرضي ويتابع حالتي منذ سنوات ويدرك تماما الدواء الذي أحتاجه فلماذا أكلف نفسي في كل مرة”.

سامي وغيره من الكثير يفضلون الاعتماد على الصيدلي لأسباب مختلفة ولعل أبرزها مادية وأجر الطبيب المختص المرتفع فيما قد لا يدرك العديد منهم خطورة أخذ الدواء دون وصفه وتأثيره السلبي على صحتهم وصحة المجتمع وأنهم بذلك يدفعون الصيدلاني لارتكاب مخالفة قد تصل عقوبتها لإغلاق صيدليته.

وتلزم القوانين والانظمة الصيادلة بعدم صرف الادوية للمرضى دون وصفة طبية ممهورة بتوقيع الطبيب وتاريخ الفحص وتبرر الصيدلانية رولا تجاوزها هذه القوانين بتعاطفها مع المرضى ومراعاة الظروف الراهنة من جهة ومحاولة لكسب زبائن من جهة أخرى.

وتقول رولا “رفض صرف الدواء دون وصفة له أثران الأول على صحة المريض والثاني على مستوى معيشة الصيدلاني فللأخير عائلة ومصاريف لا تغطى إلا اذا تعاطف وتواصل مع المرضى ولبى رغباتهم وسعى لكسب رضائهم”.

وترى رولا أن الصيدلي يقوم بأعمال مجانية كثيرة للمرضى من باب واجبه الانساني خاصة في مجالات تضميد الجروح والحقن وبعض المستحضرات المخصصة لبعض الأمراض الجلدية الخفيفة.

فيما يعتبر الصيدلاني إيهاب أن الرقابة ينبغي أن تطال محال السمانة والعطارة قبل الصيادلة مع انتشار بيع الأدوية في هذه المحال ودون أي خبرة او قاعدة علمية ما يسبب اختلاطات للمرضى تؤدي احيانا الى فقدان الحياة.

ويضيف أن المحاسبة يجب أن تطال أيضا بعض الصيدليات التابعة للمؤسسات الحكومية حيث يأخذ المرضى وصفات طبية دون مرض ويستبدلونها بمواد التجميل وغيرها مبينا أنه يمكن ضبط ظاهرة بيع الأدوية دون وصفة عندما يلبي التامين الصحي احتياجات العمال ويحسن خدماته.

ومن الناحية الصحية يحذر الدكتور عبد الحميد من أخذ الدواء دون وصفة لأن استخدام دواء في غير موضعه بغض النظر عن نوعيته يضر بصحة الإنسان وينطبق الأمر على الفيتامينات أيضا مشددا على ضرورة مراجعة الطبيب قبل تناول الادوية لتجنب الأعراض الجانبية والمضاعفات التي قد تودي بالحياة.

ويبين أن بعض الأشخاص يجدون سهولة في الذهاب إلى الصيدلاني خاصة عندما يتعلق الأمر بأطفالهم فيصفون الأعراض له وبمجرد ذكر الحرارة يصف الصيدلي على الفور مضادا حيويا وقد تمر أيام ولا يطرا أي تحسن على حالة الطفل فيضطرون لأخذه إلى الطبيب الذي يكتشف أن المضاد ليس العلاج المناسب ما يعني تضرر صحة الطفل وخسارة ثمن الدواء.

ويذكر الدكتور عبد الحميد أنه لا يجوز للطبيب العام أن يصف علاجا لمرض يتطلب تشخيص ومتابعة مختص باعتبار أن الأخير أدرى بطبيعة المرض وتركيبة الدواء واعراضه الجانبية والمضاعفات التي قد يسببها.

ويحق للصيدلي وفقا لرئيس فرع نقابة الصيادلة بدرعا الدكتور عبد الرحيم كيوان صرف بعض الادوية دون وصفة طبية ويطلق عليها اختصارا أدوية /او تي سي/ وهي أدوية عادية خالية من الكورتيزون والكودئين وتتوزع على اربع مجموعات وهي مسكنات الالم ومضادات الهستامين ومضادات الاحتقان والادوية المضادة للسعال.

ويؤكد أن الفرع يعالج جميع الشكاوى بخصوص صرف الأدوية دون وصفة خاصة الادوية النفسية وغيرها ويحيل الصيدلي المخالف إلى مجلس التأديب أصولا.

يذكر أن نقابة الصيادلة المركزية أصدرت في وقت سابق تعميما لجميع الصيدليات في سورية بما فيها صيدليات المشافي العامة والخاصة بضرورة التقيد التام بعدم صرف الدواء إلا بموجب وصفة طبية نظامية وفتح سجل تتبع لحركة البيع في كل صيدلية والاحتفاظ بالوصفة الطبية في الصيدلية تحت طائلة المساءلة القانونية وإغلاق الصيدلية.‏

قاسم المقداد