اللاذقية-سانا
ساعات طويلة تقضيها وفاء دريوس بغرفتها الخاصة في اللاذقية التي باتت أشبه بورشة عمل صغيرة على أمل توسيعها وتأسيس مشروع متكامل يجمع الفنون التي لطالما أحبتها من رسم وصلصال وإعادة تدوير لابتكار منتجات مفيدة تحقق ريعية اقتصادية لها.
تشكيلة متنوعة من المشغولات الزجاجية من كؤوس وأصص لزراعة الورود وشمعدانات وغيرها بألوان وتصاميم مختلفة تزين غرفة دريوس التي استفادت من اتقانها لفن الرسم في إضفاء لمستها على منتجاتها لتبدع أناملها أجمل الزخارف النباتية ورسومات البورتريه وحروف الأسماء حسب الطلب.
وقالت دريوس في حديث لمراسلة سانا: لا يكاد يخلو منزل من القوارير الفارغة وتعتبر إعادة تدوير زجاج هذه القوارير من المشروعات المفيدة للبيئة مبينة أن فكرة الاستفادة من القوارير الزجاجية الفارغة بدلا من التخلص منها راودتها لسد النقص في الكؤوس الزجاجية التي يستخدمونها في المنزل وباشرت البحث عبر الانترنت عن كيفية الاستفادة وجاءت النتيجة مرضية بعد الاطلاع على مقالات متعلقة بهذا الشأن ومشاهدة مقاطع الفيديو واستشارة القزازين في السوق وتسجيل الملاحظات الضرورية.
وأشارت إلى أنها واجهت بعض الصعوبات في البداية واستغرق إنجاز القطعة الأولى وقتا طويلا لكن فيما بعد أصبحت على دراية أكبر بكيفية التعامل مع الزجاج بمختلف سماكاته وأشكاله وأحجامه واختيار القوارير المناسبة لافتة إلى ضرورة اتخاذ جملة من الاحتياطات لحساسية العمل بالزجاج أهمها وضع قناع واق للعينين خوفا من النثرات المتطايرة أثناء عملية الجلخ والتنعيم ووضع كمامة لأن استنشاق غبار الزجاج يحدث ضررا بالرئتين.
وبينت أن عملية إعادة التدوير تمر بعدة مراحل من قص وتحديد وتجليخ وتنعيم الزجاج باستخدام معدات خاصة موضحة أنها قامت بتصنيع بعض الآلات التي تحتاجها كآلة القص بالحرارة التي صممتها بنفسها وآلة التحديد وهي عبارة عن صندوق خشبي مثبت على قضيب حديدي يمكن تحريكه بالاتجاهين حسب الطول المطلوب للكأس ومشددة على ضرورة توفر شروط معينة بالنسبة للقوارير المستخدمة اهمها أن تكون ذات سطوح مستوية لتجنب شرخها والتأكد من جفافها بشكل تام حتى لا تنكسر وتتناثر شظاياها.
ولفتت إلى أنه من بين أعمالها الاستفادة من بقايا المرايا الكبيرة المكسرة التي تقوم بقصها بأحجام صغيرة وترسم عليها أشكالا مختلفة حسب الطلب كما تقوم بصنع أدوات إنارة لإضاءة زوايا الغرف والصالونات.
وبينت دريوس أن التشجيع والدعم الذي تلقته من عائلتها وأصدقائها والبيئة المحيطة بها والنجاح الذي حققته تجربتها الأولى في هذا المجال والسمعة الحسنة التي اكتسبتها شكلت حافزا لها للاستمرار والتفكير باتخاذ خطوات أكثر جدية لتوسيع عملها وتطوير إمكانياتها ومعداتها.
رشا رسلان