أوتاوا-سانا
أكد الكاتب في موقع “غلوبال ريسيرتش” الكندي “ريتشارد بيكر” أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “ي آي ايه” مسؤولة عن مقتل ملايين الأشخاص ودمار آلاف المنازل وانهيار عشرات الحركات والأنظمة التقدمية حول العالم وليست جريمة اغتيال القيادي في المقاومة الوطنية اللبنانية “عماد مغنية” في دمشق عام 2008 إلا أحد الأمثلة على الجرائم المروعة التي تقوم بها الوكالة الأمريكية.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية نشرت مؤخرا تقريرا استند إلى اعترافات مسؤولين استخباراتيين أمريكيين سابقين بأن جهازي الاستخبارات الأمريكي والإسرائيلي وضعا معا خطة اغتيال “عماد مغنية” في 12 شباط 2008 .
وفي سياق مقال نشره الموقع أوضح بيكر أن وكالة الاستخبارات الأمريكية ومنذ تاريخ تأسيسها كانت وراء مقتل ملايين الأشخاص وانهيار أنظمة وحكومات تقدمية في آسيا وافريقيا وأوروبا كما أنها استهدفت كل الزعماء والقادة التقدميين في كل البلدان التي تحررت من الاستعمار في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وفي إشارة إلى اشتراك وكالة “سي آي ايه” مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” بارتكاب جريمة اغتيال “مغنية” أكد “بيكر” أن هذه الجريمة تعتبر عملا شائنا إذ تم ارتكابها في عاصمة دولة ذات سيادة مشيرا إلى ان عملية الاغتيال تلك لا يمكن وصفها إلا بـ “العمل الإرهابي”.
وكشف تقرير صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بأن القنبلة التي تم استخدامها في اغتيال “مغنية” صنعتها الولايات المتحدة وأجرت عليها تجارب في منشأة تابعة للمخابرات الأمريكية شمال ولاية كارولاينا.
ولفت “بيكر” إلى أن ارتكاب وكالة الاستخبارات الأمريكية لجريمة اغتيال “عماد مغنية” لا يكاد يشكل مفاجاة نظرا لما ترتكبه الوكالة من جرائم اغتيال سواء كانت شخصية عن طريق السيارات المفخخة أو بواسطة طائرات دون طيار على غرار ما يحدث بشكل روتيني في أفغانستان وباكستان واليمن وغيرها من الدول ما يؤدي إلى سقوط أعداد لا تحصى من القتلى المدنيين والجرحى.
يذكر أن كيان الاحتلال الإسرائيلي بأجهزته وأذرعه الاستخباراتية والعسكرية نفذ المئات من جرائم الاغتيال بحق مناضلين ومقاومين فلسطينيين ولبنانيين وعرب بتغطية كاملة وفي أحيان كثيرة بتعاون وتنسيق مع المخابرات المركزية الأمريكية وذلك في إطار المخططات الرامية إلى القضاء على حركات المقاومة التي تقف بوجه مشاريعهما الهادفة إلى السيطرة على المنطقة وتمزيقها.
وعلى الرغم من كل المحاولات للتغطية على سجل الولايات المتحدة وأذرعها الاستخباراتية الأسود في مجال العمليات القذرة والجرائم ضد الإنسانية إلا أن المعلومات والمعطيات والحقائق التي تتكشف بشكل دائم تظهر دائما أن كل هذه الادعاءات الأمريكية فيما يخص الالتزام بحقوق الإنسان وحمايتها ليست سوى مجموعة أكاذيب وذرائع لتحقيق المصالح الأمريكية التي بنيت دائما على حساب الإنسان والإنسانية.