التشكيلي أحمد رحال: يجب أن يدخل الفن إلى كل بيت والتراث نبع للفن بكل أشكاله

حمص-سانا

تاسرك لوحاته الأكثر صدقا وواقعية وتأخذك إلى بساطة العيش ويشدك الحنين إلى الأفق البعيد وبيوت القرية الطينية والتراثية وإلى السنابل والفلاحين والحقول و أيام الحصاد وإلى نساء الريف الكادحات وكثيرة هي اللوحات التي تجسد مواقف إنسانية وجمالية وتراثية في مسيرة الفنان التشكيلي أحمد رحال التي امتدت لنحو 50 عاما.

وفي حديث لـ سانا الثقافية يرى رحال أنه من المهم في كل زمان ومكان أن يدخل الفن إلى كل بيت وأن يتواضع الفنان بالمقابل المادي للوحاته بعيدا عن طرح أسعار خيالية تنفر الجمهور منه وتفعيل الثقافة الفنية أمر ضروري من خلال إقامة الندوات الحوارية ما بين الجمهور والنقاد في كل معرض يقيمه الفنان.

ويقول خلال حديثه عن البدايات.. استهواني الريف والطبيعة كثيرا منذ طفولتي واستمديت منهما الواني التي أعشقها كما تعلقت بالتراث كونه دفء الماضي وعراقته ونبعا لا ينضب للفن بكل أشكاله فقمت برسم الجاروشة وصانعة اللبن والفلاحة والأزياء الريفية كما تعلقت بعد انتقالي إلى حمص المدينة بالمباني القديمة والحارات الشعبية فجاءت لوحاتي معبرة عنها مثل السوق وأبواب حمص القديمة والدار العربية والنوافذ القديمة المشرعة للضوء وغيرها.

وتتنوع تقنيات الفنان رحال فهو يستخدم الزيتي والمائي والفحم والباستيل والرصاص والغواش ويرى في الألوان الترابية واقعية مطلقة والأقرب إليه في معظم ما أنجز كما يبرع في مزج ألوان الطبيعة فأغلب مواضيعه من الواقع المعاش.

وبرأي الفنان رحال أن التعليم الأكاديمي للفنان يؤسسه ويوسع مداركه الفنية وآفاقه الفلسفية للحياة ويعطيه دفعا كبيرا للأمام وأما اختياره للمواضيع المراد رسمها فإن عين الفنان كالكاميرا تلتقط المشهد الأكثر تاثيرا وتعبيرا وجمالية بعيدا عن النقل والزيف ليخرج اللوحة بكامل جماليتها وأناقتها مضيفا إليها من روحه وأحاسيسه ما يزيدها جاذبية وجمالا مشيرا إلى أنه استعان بتجربة كبار الرسامين العرب والأجانب ومتابعة رسوماتهم خلال مسيرته الفنية مؤكدا أن الفن التشكيلي  موهبة لا بد من صقلها بالممارسة.

ويعكف الفنان رحال حاليا على التحضير لإقامة معرض في جامعة البعث يضم لوحات من نتاج مسيرته الحافلة إضافة إلى لوحات تتصل بالظروف الراهنة.
والفنان التشكيلي أحمد رحال من مواليد 1953 قرية أبو دالي في ريف حمص الشرقي وعضو نقابة الفنانين التشكيليين بحمص له تجربة غنية في إنجاز العديد من اللوحات الوطنية والقومية والدروع التذكارية وأقام خلال رحلته مع الفن التشكيلي عدة معارض في حلب ودمشق واللاذقية وله لوحات في أغلب المحافظات وفي المؤسسات العامة والخاصة.

تمام الحسن