لندن-سانا
كشفت صحيفة التايمز البريطانية عن تحول مدينة لونيه الواقعة جنوب فرنسا إلى مركز لتجنيد الإرهابيين مع تزايد أعداد الأشخاص الذين يغادرونها من أجل الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق.
وتعتبر فرنسا من الدول الغربية الرئيسية إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا التي تدعم وتمول الإرهابيين في سورية لتقطف نتيجة أعمالها هذه بالهجمات الإرهابية التي وقعت مؤخرا في العاصمة الفرنسية باريس واستهدفت إحداها مجلة “شارلي ايبدو”.
ونشرت التايمز تقريرا أعده مراسلها “آدم سيج” أوضحت فيه انه منذ عام 2013 سافر 17 شخصا من سكان مدينة لونيه الفرنسية للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية المتطرفة في سورية والعراق وخاصة تنظيم “داعش” ومن بين هؤلاء ثلاثة اصطحبوا معهم زوجاتهم أو صديقاتهم.
ولفتت الصحيفة إلى ان المسؤولين في مدينة لونيه وفي إطار محاولاتهم لمعرفة أسباب تحول المدينة إلى مركز للتطرف في فرنسا وجدوا ان بعض الشباب العاطلين عن العمل اتجهوا تحت أعين السلطات المحلية نحو “التطرف” بسبب دعاة متطرفين.
وبينت الصحيفة ان الكثير من “المتطرفين” في مدينة لونيه ترددوا على مسجد تصفه الحكومة الفرنسية بأنه “مفرخ للأصولية” ويرتبط بما يسمى “جماعة التبليغ” المتطرفة مشيرة إلى ان المتطرفين الذين يرتادون هذا المسجد انضموا إلى “مؤسسات خيرية”.
وتزايدت في الآونة الأخيرة التقارير التي تكشف عن ارتباط بعض الجمعيات والمنظمات التي تتخذ من الأعمال الخيرية واجهة وغطاء لها بالتنظيمات الإرهابية في سورية والعراق فضلا عن شبكات لدعم وتجنيد الإرهابيين تنتشر في عدد من البلدان بما فيها دول أوروبية وتحصل على تمويلها من أفراد ومؤسسات موجودة في مشيخات الخليج.
ووفق الحكومة الفرنسية فان فرنسا تواجه “تحديا خطيرا” يستدعي مراقبة نحو “ثلاثة آلاف شخص في البلاد” بسبب صلاتهم بالإرهابيين والمتطرفين أو ارتباطهم بخلايا إرهابية فى سورية والعراق.
ووفقا لإحصاء أخير للاستخبارات الفرنسية فإن عدد الفرنسيين الإجمالي الذين ذهبوا للانضمام لصفوف التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق ارتفع من 555 شخصا إلى 1281 بين كانون الثاني من العام 2013 ومنتصف كانون الثاني الماضي أي بقفزة بنسبة 130 بالمئة خلال عام واحد.