خبيران روسيان: أي دعم للإرهابيين في سورية هو دعم غير أخلاقي

موسكو-سانا

أكدت مارينا سابرونوفا البروفيسور في قسم الاستشراق في جامعة العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الروسية أن تنظيمات داعش وجبهة النصرة وجيش الإسلام وغيرها من التنظيمات الإرهابية المتطرفة تشكل حلقات متتالية في سلسلة إرهابية واحدة موجهة نحو تقويض الوضع السياسي في سورية.

وأوضحت سابرونوفا في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم أنه لا يمكن إحراز أي نجاح أو تحقيق أهداف سياسية من خلال ارتكاب العمليات الإرهابية وانما تزيد في الوقت ذاته الوضع تعقيدا مؤكدة أن الإسلام بريء من التنظيمات الإرهابية على اختلاف مسمياتها لأنه دين سلام وكل من يحمل السلاح ليقتل أبناء وطنه ينقلب إلى مجرم إرهابي لا يمكنه أن يدعي بالإسلام وان جميع المسلمين على مختلف أطيافهم يشكلون أمة واحدة لا يمكن احتكار قيمها لجهة واحدة دون غيرها.

ولفتت سابرونوفا إلى أن “المعارضة المعتدلة” هي معارضة سياسية تطرح مطالبها بالوسائل السياسية والدستورية وفي حال حمل المعارض السلاح بيده تحول مباشرة من صف المعارضة السياسية إلى صفوف المعارضة المسلحة التي لا تفصلها عن التنظيمات الإرهابية سوى خطوة واحدة وتجعل النضال ضدها يحمل طابعا مغايرا كليا.

وحول دعم الولايات المتحدة لمن تسميهم بـ المعارضة المعتدلة قالت سابرونوفا إن السياسة الأمريكية هي كالبطة العرجاء لا تعرف كيف تقف وأي وضعية تأخذ في منطقة الشرق الأوسط مشيرة إلى أن أفعال الولايات المتحدة تفقد كل فعاليتها لما تقوم به من دعم لمنظمات إرهابية مشابهة وتدريب لإرهابيين آخرين بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي.2

بدوره اعتبر الخبير العسكري إيغور كوروتشينكو مدير مركز تحليل التجارة العالمية للأسلحة رئيس تحرير مجلة الدفاع الوطني أن الولايات المتحدة تمارس سياسة المعايير المزدوجة في محاربة الإرهاب من خلال تدريبها ارهابيين في السعودية وقطر وتركيا لإرسالهم إلى سورية.

وقال كوروتشينكو إنه لا يجوز تصنيف الإرهابيين إلى سيئين وجيدين فهم جميعا قتلة كونهم اليوم يقاتلون ضد سورية وغدا سيذهبون ليمارسوا القتل على الأراضي الأوروبية والولايات المتحدة موضحا ان واشنطن بدعمها للمعارضة المسلحة والإرهابيين في سورية ساهمت في صنع تنظيم داعش الارهابي وهي بسياستها هذه صنعت التنين الذي في نهاية المطاف سيوجه ضرباته إليها .

وأعرب كوروتشينكو عن ثقته بأن الشعب السوري بغالبيته العظمى يقف إلى جانب حكومته وقيادته وجيشه مؤكدا أن القيادة في سورية تعتبر رائدة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وهي عملت الكثير من أجل تعزيز صمود سورية.

وقال ” إننا لا نجد في العالم المعاصر بلدا يصبح مستهدفا من قبل السياسة العدوانية الأمريكية ويصمد إلا سورية وأنه بالرغم من حجم الحرب الكونية المفروضة عليها إلا أنها صمدت ولم تركع لأن الشعب السوري ملتف حول قيادته”.

يشار إلى أن الإدارة الأمريكية تتجاهل بشكل تام وفاضح حقيقة أنها المسؤولة الأولى عن انتشار الإرهاب في سورية عبر تقديمها الدعم المادي والسياسي والعسكري ومن ورائها دول الاتحاد الأوروبي ودول اقليمية وعربية بينها تركيا والأردن ومشيخات الخليج للتنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية كما تحاول دائما تزوير الحقائق أمام الرأي العام الأمريكي حين تتحدث عن مصدر الإرهاب في سورية.

وشدد كوروتشينكو على أن أي دعم للإرهابيين في سورية هو عمل غير أخلاقي مبينا أن الحكومة في سورية شرعية ويجب فعل كل ما يمكن أن يسهم في إيجاد حل للأزمة في سورية ليبدأ الشعب السوري بالعودة إلى حياته المعتادة في وطنه وبإعادة بناء مستقبله.

وحول تأثير زيارة الرئيس فلاديمير بوتين المقبلة إلى مصر على الأوضاع في سورية قال كوروتشينكو.. إن” المحادثات بين الرئيسين الروسي والمصري في القاهرة ستكون مبنية على أسس الثقة الكبيرة المتبادلة وخاصة حول ما يتعلق بالمسألة السورية” معربا عن اعتقاده أن تسوية الوضع في سورية هو الطريق الرئيسي نحو الاستقرار في المنطقة وإن مصر مهتمة بهذا الاستقرار لذا يمكن لروسيا أن تجد صيغة للتعاون مع مصر في جلب الاستقرار إلى المنطقة عبر الدعم الثنائي لسورية.

وكان يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسى أعلن أن محاربة تنظيم داعش الإرهابي والأزمة في سورية وتطورات الأوضاع في ليبيا ستكون بين أبرز الموضوعات التي سيبحثها بوتين مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارته إلى مصر الاثنين المقبل.