زينب حسين.. الشعر أكثر تعبيراً عن تجربتي الروحية

دمشق-سانا

من مقاعد التدريس وأمام كاميرات التلفزيون تجد الشاعرة الدكتورة زينب حسين الوقت لتفرغ دفقاتها العاطفية وتجربتها الروحية على الورق وتكتب شعراً يحفل بالموسيقا والغنائية ولكن التصوف والتأمل مع الذات هما شواغلها الرئيسية.

ميل الدكتورة زينب للأدب تجلى في عملها الأكاديمي بالمعهد العالي للغات وبنشاطها الإعلامي فأطلقت برنامجا يحتفي بأدباء ومبدعين سوريين كبار أما في حقل الشعر فشاركت بأمسيات عديدة وصدر لها ديوان عن الهيئة العامة السورية للكتاب بعنوان “ورقوا”.

ويجوز تصنيف زينب حسين من بين شعراء الطبع كونها تكتب على سجيتها ووفق فطرتها حيث توضح في حديث مع سانا الثقافية أن بذور موهبة كتابة الشعر ظهرت عندها منذ الطفولة لتتبلور هذه الموهبة في المرحلة الإعدادية حيث بدأ الأهل ومحيطها ينتبهون لها وكان أساتذتها في المدرسة يتلمسون تعلقها باللغة ويتوقعون لها أن تصبح شاعرة.

وتشير زينب إلى تأثرها كحال الكثير من أبناء جيلها بنصوص شعرية ملتزمة بقضايا الوطن وهموم الأمة ملأت صفحات الكتب المدرسية ولا سيما الشاعر سليمان العيسى.

مكتبة والدها وما حوته من مؤلفات ولا سيما في مسائل دينية نمت في شعرها الجانب الروحي كما أن تأثرها بنتاجات مبدعي الأرض المحتلة كغسان كنفاني وناجي العلي أعطى تجربتها ارتباطا أكثر مع القضية الفلسطينية.

وعند دراستها للأدب العربي في الجامعة أخذت تقرأ أكثر وتحفظ القرآن الكريم وعيون الشعر العربي فضلا عن دراسة الأدب المقارن ما عزز من ذخيرتها لكتابة الشعر وعندما زاولت مهنة التعليم إلى جانب دراستها للجامعة كانت تنظم مهرجانا ثقافيا يشمل قراءة الكتب وتمثيل مشاهد مسرحية.

بدأت زينب بنشر مقالات كان أغلبها ذا طابع ثقافي واجتماعي ومنها اتجهت للمشاركة في مسابقات وامسيات شعرية وكان إلى جانبها أسماء ذات حضور منهم الدكتور الراحل جمال عبود والشاعران محمود سرساوي ومحمد كنايسي.

وحول تفضيلها في كتاباتها الشعرية للقصيدة الموزونة ترى أن ميلها للمفردات الجزلة والوزن جعل البعض يتهم شعرها بالصنعة ولكنها في واقع الأمر تجد نفسها تكتب بهذه الطريقة لما تراكم عندها من خبرة لغوية ومعرفية.

وتؤكد زينب أنها عندما تكتب القصيدة لا تعود للتعديل فيها فهي من تختارها وترسم مسارها اللغوي داخلها لتنعكس بشكل حروف رغم أنها كتبت قصائد نثر فيها موسيقا وايقاع داخليان.

وحول الغنائية والوجدانية في قصائدها توضح أن ذلك نابع من حالة شعورية داخلية وليس تقصدا لكنها ترى أن الموسيقا و”المفردات الحيوية” في القصيدة تجعلها محببة أكثر عند الجمهور.

وتستقي زينب قصائدها من الصوفية وتجدها كغيمة لمفرداتها ومشاعرها وعواطفها وهي تؤمن أن الصوفية تجمع بين العشق الالهي والدنيوي وهما يتفقان ولا يتعارضان لتكون دفقا شعوريا باتجاه الخالق ومكونات أوجدها حولنا.

وحول تجربتها الإعلامية التي بدأت قبل 11 سنة وتوجتها ببرنامج “مبتدأ الكلام” ذكرت أنها خلال استضافتها للأديب حسن م يوسف قال لها: “ويل لأمة لا تكرم مبدعيها” فأثر فيها لجهة تسليط الضوء على شخصيات سورية مبدعة ولمعت في ذهنها فكرة هذا البرنامج.

وتسعى زينب في مرحلة الإعداد لكل حلقة لجمع أكبر كم من المعلومات عن الشخص الضيف وتحاور أصدقاءه ومعارفه حيث تقسم الحلقة لمحطات تضيء عبرها على حياة هذا المبدع ليكون البرنامج بمثابة تكريم معنوي ورغم أن بعض هذه القامات فضل عدم الظهور واعتذر عن استضافته إلا أن تفاعل الناس والتقدير الذي لمسته من الضيوف المدعوين شجعها على الاستمرار.

وعما إذا كان عملها في قطاع التدريس والإعلام أثر على حضورها الشعري تشير إلى أنها ليست مخلصة للشعر بسبب ضغط مشاغلها ولكنه يبقى الأكثر تعبيرا عن روحها وعن تجربتها الروحية وهي تتمنى أن تكون مثل مبدعين سبقوها بمراحل كان عندهم تعدد في نتاجاتهم واستطاعوا التوفيق بينها وجعلها ترفد بعضها البعض.

ولزينب حسين مجموعة شعرية قيد الطباعة بعنوان “على القلب استوى”.

سامر الشغري