مبادرة”تدوير”..تجربة تعيد صياغة المفاهيم المتصلة بالمخلفات

اللاذقية-سانا

مبادرة بيئية واسعة أطلقتها مؤخرا جمعية البشائر في اللاذقية تحت عنوان “تدوير” حيث يهدف الفريق الشبابي القائم على هذا العمل إلى تعميق الثقافة البيئية في أوساط الشباب واليافعين وتصويب عدد من المفاهيم ذات الصلة بالمخلفات المنزلية والتوالف التي غالبا ما يتم التخلص منها بطرق خاطئة دون الالتفات إلى امكانية إعادة استثمارها وتوظيفها بأساليب فنية تغني المحتوى الجمالي و الترفيهي و التربوي حيث تم وضع الخطوط العريضة للمبادرة لتكون بدايتها عبر تجميع كافة المخلفات النظيفة وتسليمها إلى جهات تستطيع تدويرها أو تكرار صنعها أو بيعها والاستفادة من ثمنها في أعمال تنموية متنوعة.

وكانت المبادرة قد انطلقت مع بدايات العام الحالي بهدف التأسيس لتجربة نوعية يمكن البناء عليها لاحقا ونقلها إلى باقي المحافظات السورية  حيث أكد زاهر سينو  مؤسس المبادرة في حديث لنشرة سانا الشبابية أن المبادرة تهدف إلى تعميق الثقافة البيئية بين اوساط الشباب بالدرجة الاولى وتوسيع مفاهيم الحفاظ على البيئة والقدرة على استثمار مختلف المواد التالفة وإعادة تدويرها بما يحقق أغراضا جمالية وفكرية واجتماعية.

وأضاف سينو.. “حاولنا في هذه المبادرة إن نعتمد على مواردنا الخاصة لاستثمارها بالدرجة القصوى فتوجهنا بداية الأمر إلى جمع الأشياء البسيطة التي نرميها يوميا كفوارغ المياه والحليب والمنظفات وإعادة تجميعها بأعداد كبيرة للاستفادة منها في صناعة أعمال فنية مبدعة بعضها قد يكون بسيطاً إلى حد الدهشة ما يفاجئ جمهور المبادرة ويغير على نحو سريع من مفاهيم بعض الناس المغلوطة عن قيمة المخلفات المنزلية”.2

وأشار إلى أن المبادرة تسعى في مرحلة لاحقة إلى بيع هذه الأعمال ضمن بازار أو معرض يعود ريعه للاسر المتضررة وفي حال لم يصار إلى استثمار المخلفات بشكل كلي يتم بيع الباقي منها إلى معامل إعادة التدوير الموجودة في سورية وبذلك يتحقق هدف المبادرة بنشر ثقافة جديدة نسبيا على المجتمع  تؤسس للتوعية البيئية بالمقام الأول وتقلل من الأثر البيئي السلبي الناتج عن رمي و حرق هذه المخلفات بالاضافة إلى تأمين مورد مالي للجمعية يساعدها في اعمالها المختلفة.

ونظرا للتجربة المتقدمة التي حققتها بعض البلدان العربية في هذا المجال فقد كان لزاما على المجتمع السوري حسب سينو أن يسارع بدوره إلى تحمل مسؤولياته في هذا المجال واستثمار المخلفات البيئية عموما والتوالف المنزلية على وجه التحديد وإعادة تدويرها واستثمارها خاصة وان هذا العمل غالبا ما يحقق النتائج المرجوة منه.

وتابع.. بدأت خطوتنا الأولى عبر تأسيس صفحة متخصصة بالمبادرة على موقع التواصل الاجتماعي لنشرها ضمن أوسع نطاق ممكن و نتوجه من خلال هذه الصفحة إلى مختلف الشرائح الاجتماعية والعمرية للتعاون معنا رغم ان جيل الشباب واليافعين هو الأكثر استهدافا من قبلنا نظرا لحماسته وقدرته على التفاعل و التجاوب الأسرع مع كل ما هو جديد ونوعي.

وأشار مؤسس المبادرة إلى أن الشباب القائم على المبادرة بدأ حاليا بمرحلة التجميع والتشبيك مع معظم الجهات الحكومية والأهلية كمديرية البيئة والجمعيات البيئية المختلفة لتوسيع المبادرة ونشرها على أوسع نطاق ممكن وبالفعل بدأت هذه الجهات تتجاوب مع المشروع بما فيها جهات أهلية ورسمية متنوعة من خارج المحافظة تسعى إلى نقل التجربة إليها خاصة وان هذه المبادرة هي عمل مستدام غير محدد بسقف زمني كما تم تحديد موعد إطلاق المعرض الاول للمبادرة خلال عطلة الصيف بحيث يتم تكراره كل ستة أشهر.

بدورها قالت سلافة البوش أمينة سر الجمعية إن هناك فريقا تطوعيا كاملا يشرف على تسيير أمور المبادرة ونشرها وتأمين اللوازم الأساسية الضرورية لانطلاقها منوهة إلى سيرها بخطى ثابتة نحو هدفها خاصة ان هناك العديد من الشباب المتحمس للفكرة ممن بدأ بطرح تصورات خلاقة حول كيفية تطوير المبادرة وتسويقها اجتماعيا وإعلاميا.

وأضافت.. تواصل معنا عدد كبير من المتخصصين بالأمور الفنية لإقامة ورشات ودورات تدريبية للمهتمين بصناعة أشياء يدوية تعتمد على هذه المخلفات وهي فرصة حقيقية لإيجاد فرص عمل للمهتمين بهذا المجال ورفد السوق بمواهب حقيقية يمكنها أن تعطي الكثير ولذلك تم الاتفاق على إطلاق عدد من الدورات التعليمية الخاصة بالحملة في وقت قريب كما سيتم افتتاح الباب لجميع الراغبين بالانضمام إلينا املا بتعميم الفكرة لتتحول إلى مشروع اجتماعي واسع.

ياسمين كروم