الشريط الإخباري

الريحان والبخور يليق بشهداء سورية ويزين مثاويهم في صباح عيد الأضحى

محافظات-سانا

لأنهم كانوا في ساحات الشرف والعزة وأصحاب البطولات ومنبعها صانوا الأرض وأدوا الأمانة بصدق مؤمنين بنبل رسالتهم وقدسية مهمتهم راسمين ملامح مستقبل زاهر تستحقه سورية وأبناؤها فهم أصحاب الفضل الأكبر والجميل الأعظم لشعب طالما كان شعاره الشهادة أو النصر والشهادة أولاً لأنها الطريق إلى النصر.

وتخليداً لذكراهم وعرفاناً بفضلهم وعظيم ما بذلوه من أجل إخوتهم في الوطن شهدت مختلف المدن والقرى السورية إقبالاً رسمياً وشعبياً صباح أول أيام عيد الأضحى المبارك على مثاوي الشهداء حاملين معهم أكاليل الورود والرياحين والبخور مستذكرين عظماء تحولت صورهم المنتشرة في شوارع الوطن إلى بيارق عز وأيقونات فخار وشرف.

ففي حماة زارت فعاليات رسمية مثوى الشهداء في منطقة سلمية بالريف الشرقي للمحافظة وقرؤوا الفاتحة على أرواحهم الطاهرة التي ارتقت إلى العلياء تاركة أجسادهم صرحاً مقدساً يشهد على عظيم ما قدموه في سبيل الحفاظ على الوطن وصون عزته وكرامته وأسماؤهم قلائد تزين أعناق الحرائر ليؤكدوا أن ما ضحى من أجله أبناؤهم ورفاقهم يستحق أن يصان وأن الأمل بالحياة المشرقة مستمر وسيتحقق مهما قست الظروف واشتد الظلام ورغم أنف الحاقدين كما زاروا عدداً من أسر وذوي الشهداء في المنطقة.

ولم يكن المشهد في اللاذقية أقل هيبة وإجلالاً إذ بات مشهد زيارة أضرحة الشهداء خلال الأعياد تقليداً راسخاً لدى أبناء المحافظة بما يجسده من الوفاء لتضحياتهم في سبيل الحفاظ على وحدة وسيادة وكرامة الوطن حيث قال ياسين شملص والد الشهيدين علي وعصام: “غابوا عنا جسداً ولكن أرواحهم وذكراهم الطاهرة حاضرة أبداً” موضحاً أن زيارة أضرحة الشهداء خلال الأعياد تعكس القناعة والإيمان بالمكانة السامية التي يحتلها الشهيد عند الناس باعتباره قدوة ورمزاً للعطاء.

بدوره أكد هيثم دريباتي شقيق الشهيد بسام أن الشهداء رمز للتضحية والفداء يقدمون أرواحهم فداء للوطن دون مقابل وأن من تكون هذه صفاته يستحق أن يخلد في ذاكرة ووجدان الوطن والشعب لافتاً إلى أن زيارة مثاويهم خلال الأعياد نابعة من إيمان الشعب العميق بهذه الحقائق والمتجذر في النفس الأصيلة.

وفي السويداء حرص عدد من أسر الشهداء وفعاليات أهلية وحزبية على زيارة أضرحة الشهداء ونصبها التذكارية في مناطق متفرقة بالمحافظة صباح أول أيام عيد الأضحى المبارك مبينين أن ذكراهم خالدة باقية ابداً وهي الحاضر الأكبر في كل عيد ومناسبة.

وفي طرطوس ترسم خديجة ميا والدة الشهيد فراس حسن من قرية خربة السناسل بريف مدينة بانياس لوحة تجسد من خلالها أسمى معاني الوفاء والإخلاص وتنحني لها الهامات إجلالاً وتكريماً حيث تزور مثوى الشهداء في كل عيد لتستذكر أمام أضرحتهم صورة ابنها الشهيد الذي وصلها خبر استشهاده قبل خمس سنوات في مطار أبو الضهور ولم تصلها رفاته حتى اليوم وتقول: “على الرغم من أنه كان بعيداً عني طوال سنوات خدمته في الجيش لم ينس أبداً معايدتي في كل مناسبة وفي كل عيد وبعد استشهاده سأبقى أزور هذا المكان الذي كان من المفترض أن يحتضن جسده الطاهر لأعايده وأعايد جميع الشهداء”.

فيما أعربت مريم ميا والدة الشهيد خضر حسن أنها ومنذ ما يقارب ثماني سنوات تزور ضريح ولدها وجميع أضرحة الشهداء في القرية حاملة معها أنواع مختلفة من زهور حديقة المنزل والبخور مؤكدة أن ذكرى الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن حية في قلوب أبنائه مهما طال الزمن.

وشهدت محافظة حلب مع حلول صباح العيد إقبال وفود شعبية ورسمية وذوي شهداء ليقرؤوا الفاتحة على أرواحهم ووضعوا أكاليل الورد على مثاوي من عطرت دماؤهم تراب الوطن وضحوا بأنفسهم للذود عن حياضه مؤكدين أن العيد مناسبة يعبر خلالها أبناء الوطن عن فخرهم واعتزازهم بشهداء الواجب المقدس.

وأشارت ليلى منلا والدة الشهيد حسن درويش أنها تقصد مثوى الشهداء في حلب لتشعر روحها بالطمأنينة بجوار فلذة كبدها ورفاقه ناثرة الورود على الأضرحة عرفاناً منها بعظيم ما بذلوه مؤكدة أنها فخورة بوحيدها الذي لبى نداء الوطن وغرس جسده في ترابه مسطراً أروع ملاحم البطولة مع حماة الوطن رجال الجيش العربي السوري لدحر المعتدين.

ويقول أحمد أبو عباية والد الشهيد عبد اللطيف: “في كل مناسبة وطنية أو دينية وفي الأيام العادية أواظب على زيارة ضريح ولدي وباقي الشهداء الذين لبوا نداء الواجب فكان من السباقين للشهادة ليحموا من تبقى من رفاقهم في معارك الشرف والبطولة ضد الإرهاب واليوم مع بداية عيد الأضحى المبارك تأبى نفسي إلا أن أكون قريباً منهم أضع الزهور وأدعو الله أن يجعله مع القديسين في جنان الخلد وكلي فخر بانه قدم أغلى ما يملك كي نبقى أنا ووالدته وأخوته في أمان”.

وفي حمص زارت فعاليات رسمية وشعبية مقبرة الشهداء في حي الأرمن ووضعوا أكاليل الزهور وقرؤوا الفاتحة على أرواحهم الطاهرة.

وأعرب عدد من ذوي الشهداء عن فخرهم بشهداء سورية الذين ضحوا بدمائهم كرمى لعزة الوطن ومنهم حياة عواد أم الشهيد الملازم أول محمود فرزات المحمود التي أكدت أنها دأبت في كل مناسبة على زيارة ضريح الجندي المجهول في مقبرة الشهداء وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الطاهرة مشيرة إلى أنها لم تر جثمان ولدها الشهيد معتبرة كل شهيد بمثابة ولدها فهي تزور قبور رفاقه الذين عمدوا تراب سورية بطهر دمائهم وفاء لذكراهم الخالدة.

فيما تذهب الكثير من الأسر التي تقطن المدينة لزيارة ومعايدة أبنائها وأحبتها الشهداء في صبيحة العيد في قراهم ويضعون الريحان ويشعلون البخور على قبورهم في صورة تجسد أبهى معاني الوفاء والانتماء للأرض.