الحسكة-سانا
تطرقت المحاضرة التي ألقاها الكاتب والمخرج المسرحي إسماعيل خلف خلال فعاليات الأسبوع الثقافي الأول الذي تقيمه مديرية التربية الى مسرح الطفل ودوره في تنشئة الأطفال وتربيتهم تربية سليمة.
وبين خلف أن المسرح بنوعيه الأدبي أو مسرح الدمى والعرائس يعني المسرح الذي يقوم بتخيل أدوار المسرحية وتجسيدها سواء كان من يقوم بالعمل كبارا أو أطفالا مع ضرورة الانتباه إلى نوعية المتلقي بينما تختلف مسارح الأطفال فيما يتعلق بنوعية الممثلين ويفضل أن يكونوا من الكبار لأنهم يستطيعون إيصال صورة هادفة من ناحيتي الشكل وتجسيد الدور وفهمه.
وأوضح خلف أنه من الصعب أن نتخيل قيام الأطفال بأدوار لشخصيات كبيرة ومع ذلك فالأطفال يرحبون بقيام أقرانهم بتجسيد الأدوار ولو تطلب الأمر أن يكملوا الصورة الناقصة في مخيلتهم مشيرا إلى ضرورة أن ينظر الممثل كبيرا كان أم صغيرا إلى الحياة نظرة طفولية تخلوا من التكلف والتعقيد والمبالغة ليتمكن من الوصول إلى الجمهور ببساطة وعفوية.
وأوضح خلف أن مسرح الطفل يقف اليوم أمام تحد كبير يتمثل في ثورة الاتصالات وأدواتها التي استطاعت أن تستحوذ على تفكير الأطفال وتجذبهم إليه من جهة ومن جهة ثانية انجرف الأطفال بكل طاقاتهم للتعامل مع هذه المعطيات والتأقلم معها لافتا إلى أن تغيير مفردات الحياة اليومية للأطفال تتطلب تقديم عروض مسرحية تفوق ما تبثه الفضائيات من خلال إيجاد اختصاصيين في مسرح الطفل وعلم النفس والتربية وتأمين صالات عرض متطورة وتأليف نصوص مسرحية متميزة تخرج عن النطاق التقليدي وتراعي التطورات المتسارعة التي يعيشها الأطفال.
وختم خلف يلاحظ أن الأطفال بشكل عام ينجذبون إلى الألوان الزاهية والمعبرة لذلك يجب العمل على إدخال التقنية اللونية إلى العروض المسرحية بعد أن يتم دراسة تأثيراتها على الحالة النفسية للأطفال الذين يتفاعلون مع الإضاءة ومع ما يقدم على خشبة المسرح موضحا أن الموهبة وحدها لا تكفي لإيصال الرسالة الموجهة كما لا يجوز أن يكون مسرح الطفل حقلا للتجارب فهذا الأمر قد ينعكس سلبا على المتلقي.