الشريط الإخباري

قناةاسطنبول.. مجزرة بيئية يرتكبها أردوغان بحق بلاده

دمشق-سانا

بعد تدميره اقتصاد بلاده يكمل اليوم رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان مسيرته القائمة على الخراب والدمار وإغراق تركيا بالأزمات عبر مشروعه الجديد المسمى قناة اسطنبول المائية.

فبعد أن أدت سياسة اردوغان الرعناء الى خلق “صفر” من العلاقات الطيبة مع دول الجوار من خلال تدخلاته السافرة بشؤونها ووضع بلاده على حافة الانهيار اقتصاديا يحاول اليوم وعبر مشروع قناة اسطنبول المائية خداع وإيهام الاتراك بالأرقام والمكاسب المالية الكبيرة المزعومة بينما يضع سكينه في حقيقة الأمر على رقبة الطبيعة تحضيرا لنحرها بإحداث كارثة بيئية سيحدثها المشروع بحسب معارضيه وخبراء بيئة أتراك.

وعلى الرغم من كل الدعوات المحذرة من عواقب هذه الخطوة الحمقاء بحسب ما وصفها معارضون وردود الفعل الغاضبة للأتراك حيالها والتي تمثلت بخروج مظاهرات احتجاجية عديدة تنديدا بها يصر رئيس النظام التركي على المضي بهذا المشروع الذي بدأه أساسا بالكذب حيث أعلنت حكومته أن كلفة إنشاء القناة تبلغ 15 مليار دولار بينما الرقم الحقيقي الذي تم تقديره في مؤءتمر المطورين في فرنسا مؤءخرا وصل إلى 65 مليار دولار وفقا لصحيفة الغارديان البريطانية.

وباتت القناة منذ الإعلان عنها مشروعا لا يستنكره الأتراك وحدهم فحسب وإنما المدافعون عن البيئة في العالم أيضا حيث قال الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن يوروك إيشيك للغارديان.. “أظن أن فكرة القناة وليس القناة بحد ذاتها هي ما نتحدث عنه فعلا.. لأن الأمر مستحيل فعليا” بينما اعتبرت الصحيفة نفسها أن ربط البحر الأسود ببحر مرمرة يمثل فكرة “يتفق الجميع تقريبا على انها مجنونة”.

وفي دحض لمزاعم أردوغان أكد الباحث إيشيك أن إنشاء القناة قد يستغرق /20/ عاما ما سيؤءدي إلى تدمير حوض مياه مرمرة بالكامل لافتا إلى أنه لا يوجد تمويل للمشروع لأن البنوك التركية تسعى للابتعاد عن الموضوع بسبب المخاوف البيئية.

وعلى ما يبدو فإن أكاذيب أردوغان لم تعد تنطلي على أحد بعد أن خبره الداخل التركي قبل الخارج الأمر الذي عبرت عنه أويا أركانجي التي قادت إحدى المظاهرات المنددة بمشروع القناة بقولها.. “هذا المشروع مصمم لخدمة حفنة من المستأجرين والأغنياء وليس مثلما يدعي مسؤءولو أردوغان بأن القناة ستعود بالوظائف والأموال على الشعب” موضحة أنه سينتج عن الإنشاءات الجديدة تدمير 13 ألفا و400 هكتار من أراضي الغابات إضافة إلى تدمير أحواض المياه ما يعني “القضاء على إسطنبول”.

وتلك المخاوف البيئية التي عبرت عنها أركانجي أكدها الخبير التركي جيواد غوك الذي لفت الى أن القناة ستقلل المساحة الخضراء عبر قطع الأشجار وما يترتب عليها من خلل في تماسك التربة وإلحاق الضرر بمخزون المياه الجوفية إضافة إلى إغراق تركيا بالديون والتي هي أساسا بضائقة اقتصادية خانقة.

والكارثة البيئية التي حذر منها السياسيون والخبراء الأتراك جاءت أيضا بلسان أهل الاختصاص حيث حذر تقرير أعده أكاديميون من جمعية حماية الطبيعة التركية تحت عنوان “غير قابلة للاصلاح” من أن الأضرار البيئية المستقبلية الناجمة عن المضي بالمشروع غير قابلة للإصلاح وسيدمر مناطق الغابات التي عمرها نحو 8 آلاف عام وفقا لوسائل إعلام تركية.

وبعيدا عن الأضرار البيئية سيترتب على المشروع كوارث حضرية كما وصفها اتحاد الغرف التركية للمهندسين محذرا من أن المشروع سيدمر موقعا أثريا قريبا من إسطنبول يعود تاريخه إلى 8500 سنة إضافة إلى تسببه بضرر بيئي واسع النطاق وسيدمر النظام البيئي في بحيرة “كوتشوك شكجمة” ويهدد الحيوانات البحرية والطيور المهاجرة.

وإضافة إلى الكوارث البيئية والحضرية التي سيلحقها مشروع أردوغان أكد اللواء البحري التركي المتقاعد علي كوتلوك لوكالة سبوتنيك أنه لا توجد أي جدوى أو فائدة اقتصادية لقناة إسطنبول موضحا أنه بالكاد يمكن للرسوم التي ستدفعها السفن العابرة من قناة إسطنبول خلال فترة تتراوح ما بين 46 و130 عاما تغطية تكلفة القناة وتمويلها لافتا إلى أن المشروع لا يستطيع تمويل نفسه وبالتالي ستضطر الحكومة لدفع تكلفته العالية.

وسبق أن اعتقلت سلطات النظام التركي عشرات الأدميرالات المتقاعدين على خلفية رسالة مفتوحة وقعها مئات من الضباط السابقين تنتقد مشروع قناة إسطنبول مطالبين أردوغان بالتراجع عنه.

فهمي الشعراوي

انظر ايضاً

القائد الشرع يلتقي وفداً من الجالية السورية في أمريكا

دمشق-سانا التقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني وفداً من الجالية …