التشكيلي أحمد الصوفي: الفن رؤيا جمالية وبدائل لفساد الروح

حمص-سانا

ينفرد الفنان التشكيلي أحمد الصوفي بحس ابداعي يتجلى في أعماله الفنية التي تتجه به نحو العالمية بعد أن جابت مختلف المعارض المحلية والعربية والدولية معبرة عن بصمة فنان تجريدي جعل من الوجه الإنساني رسالة ترقى بالذات البشرية نحو الصفاء والنبل والمثالية.

وحول رؤيته الفنية والرسالة التي يريد أن يوصلها للآخر أوضح الصوفي في حديث لـ سانا الثقافية أن الفن رؤيا جمالية وبدائل لفساد الروح.. ومسألة الفن هي بحث روحي داخلي في مكنونات الروح البشرية والطبيعة والاشياء وهو ما يأخذ الفنان باتجاه المجهول والتقصي عن كل ما هو غامض.000

ورأى الصوفي وهو مدير المركز الثقافي بالشماس أن روح الفن توحد بين الروحي والحسي حيث تبدو بصورة اكثر شفافية فالفن يحرر من أسر الظرف الزماني والمكاني.. والرسم هو تحول في الرؤيا لتصبح رؤيا مثالية والفن أيضا هو مجموعة من الاشواق الدفينة في قلقه وسره وجلاله كما هو انعتاق ولحظة سكينة وهو تجاوز للإرادة نحو الرؤيا للرغبة نحو التأمل.

ويرى الصوفي الذي سيقيم معرضه التشكيلي الجديد في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق بعد غد أن الفنان هو أحد أهم عناصر الحالة الجمالية المغلفة بلبوس فلسفية منتمية لمدارس شتى صوفية واقعية أو غيرها والعامل المهم في إبداع الفنان هو عامل الالهام أي الإدراك المفاجئ المضيء في الذهن والثقافة الضرورية لاعادة صياغة الاشياء والعناصر بطريقة جمالية ورؤية جديدة مبتكرة.

ويستخدم الصوفي في أعماله تقنيات الاكرليك والألوان الزيتية والكولاج وهي تحمل شحنة انفعالية تعكس رؤيته وإحساسه وعوالمه الداخلية وفي مجملها نرى شخوصا قد غابت ملامحها ولم يبق منها إلا ما يدل على أثرها أو اشباحها أو أرواحها الضائعة إلا أن اللوحات تشكل بعلاقتها اللونية هارموني يعكس لون الواقع كما يراه الفنان.00000

ويركز الصوفي في أعماله على الوجه البشري الذي يعكس من خلاله الانا بكل ما يعتريها من مشاعر واحاسيس وتعبير عن الواقع وربما عن المستقبل مستخدما في بعض هذه الاعمال الرمز الاسطوري الميتافزيقي.

ويرى النقاد أن لوحات الصوفي اسطورية الهوية والمزاج تحمل البساطة والمبالغة في الوقت نفسه وتفصل العالم القديم الغريب عن حضارتنا الحالية ثم تصلهما من جديد لتذيبهما في اندماجية وهدف واحد فهو يعلم كيف يسيطر على اعماق لوحته وعلى اطرافها ويعرف كيف يضفي التغييرات المناسبة في الوقت المناسب ويجعل الناظر يسافر من خلال لوحة واحدة الى مواضيع مختلفة.

والفنان الصوفي من مواليد 1969 خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1999 قسم الرسم والتصوير الزيتي وهو عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية وشارك في عشرات المعارض الفردية والجماعية داخل وخارج سورية ومنها ملتقى الفن العالمي في باترا اليونانية عام 2010.

حنان سويد