حمص-سانا
استذكر أدباء وشعراء من حمص مبدعين من أبناء هذه المحافظة رحلوا إلى عالم الخلود ضمن ندوة تكريمية نظمها فرع اتحاد الكتاب عرفانا لما تركوه من ارث ثقافي كبير في مجال الأدب والفكر والترجمة والمسرح والشعر.
واحتفت الندوة بالشاعرين الدكتور شاكر مطلق ومحمد الفهد والموسيقي محمد بري العواني والناقد الدكتور محمد راتب الحلاق والباحث اللغوي الدكتور عبد الاله نبهان والنحوي الدكتور غازي طليمات والكاتب الدكتور الراحل على الجراش لما تركوه من ارث ثقافي كبير حيث شكل رحيلهم خسارة مفجعة للحركة الثقافية السورية.
الحفل الذي قدمه الشاعر الدكتور إياد خزعل تحدث في مستهله الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب عن ضرورة الاهتمام بنتاجات الراحلين المبدعين لأنهم ثروة وطنية وثقافية عالية وكبيرة ولا سيما أنهم قدموا في كل الأجناس من بحث وشعر ونقد وسرد وترجمة ومسرح ونحن بحاجة إليهم نظرا لأنهم عبروا عن حضارة وشكلوا مدرسة في الأخلاق والأدب الإنساني لافتا إلى أن ذكراهم ستبقى منارة للأجيال وان اتحاد الكتاب سيحافظ على تراثهم وسيعمل على طباعة ما تركوه من مخطوطات عرفانا لعطائهم.
بدورها قالت الأديبة أميمة ابراهيم رئيسة فرع اتحاد الكتاب بحمص “إن اتحاد الكتاب ضم قامات لا تزال رغم غيابها تنشر عبق مودتها فتعزف لحن الحياة البهي ويفيض الشعر بعطره ونقائه وترقص الحروف في رياض الكلام” معبرة عن مشاعر الحزن لخسارة مبدعين خلال فترة وجيزة.
وقرأ الشاعر عبد النبي التلاوي قصيدة ترثي صديقه الدكتور شاكر مطلق قال فيها: “حمص العدية حافية القلب تعدو.. حمص الجريحة يتبعها شجرة منحنين”.
الفنان تمام العواني رثى صديقه واستاذه المسرحي والموسيقي الراحل محمد بري العواني الذي آثر الا يترك مدينته التي تحتضن ناديه الموسيقي العريق دوحة الميماس معددا مناقب الراحل وإبداعاته في مختلف الأصناف الفنية.
الكاتب والأديب عطية مسوح رثى الدكتور محمد راتب الحلاق الذي أعطى أجيال حمص زادا من الثقافة دون مقابل وحمل وصية المثقف المتنور طامحا أن يرى أريج أفكارهم تسري في أشجار المجتمع واوراقه المتجددة.
أما الشاعر مظهر الحجي فألقى قصيدة ترثي الدكتور عبد الاله نبهان عبر فيها عن حزنه العميق لفقد إنسان فاضت عطاياه في مجال الأدب والفكر وقال فيها: “وحدي على الدرب لا صوت ولا خبر ولا نديم ولا ضوء ولا قمر”.
ورأى الدكتور المؤرخ عبد الرحمن بيطار أن النحوي الدكتور الراحل غازي طليمات كان مدرسا ومحققا واديبا وباحثا ونحويا وإن إنجازاته الموسوعية ستظل حية مادامت اللغة العربية حية وهو الذي دافع عنها في وجه العامية وتصدى لدراسات المستشرقين المشبوهة.
أما الأديبة والشاعرة الدكتورة لينا حمدان فرثت في قصيدتها الحزينة صديق القلم والمشاعر النبيلة الشاعر الراحل محمد الفهد وفيها تقول:
“عذرا صديقي لم أجد يوما تراتيل الرثاء..
ما كنت انتظر احتمال توقف الذكرى
تحاصرها ظلال قراءة سكرى.. على جفن المساء”.
أما الروائي والكاتب عيسى اسماعيل فاستذكر علي الجراش مشيدا بمناقبه وفطرته الشعرية وأبحاثه العلمية وتفانيه في العطاء الفكري والإنساني.
حنان سويد ومحمد خالد الخضر