أنقرة-سانا
يعمل زعيم العثمانيين الجدد رجب طيب أردوغان على التنصل وإنكار آلاف الوثائق والشهادات التي تؤكد مقتل أكثر من مليون ونصف مليون أرمني على يد العثمانيين عام 1914 بالقول.. “إن تركيا مستعدة لدفع الثمن إذا ما أثبت مؤرخون مستقلون أنها ارتكبت مجازر الأرمن” مكررا رفضه وصفها بأنها إبادة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أردوغان قوله في مقابلة تلفزيونية مساء أمس.. “إذا بينت نتائج الأبحاث إننا اقترفنا جريمة وإذا تعين علينا دفع الثمن فسنتخذ التدابير الضرورية”.
ويواصل أردوغان صم آذانه وتجاهل ما وثقه المؤرخون وشهادات مئات الناجين من بطش انكشاريي العثمانيين القدامى الذين ارتكبوا مجازر يندى لها جبين الإنسانية عندما تحدثوا عن الطريقة الممنهجة والمنظمة التي نفذت بها عمليات القتل من قبل العثمانيين وكان هدفها القضاء على جميع الأرمن حيث أحرقوا الأطفال بما فيهم الرضع وهم أحياء واغتصبوا النساء والفتيات أمام ذويهم واستولوا على ممتلكات الشعب الأرمني وطردوه إلى الدول المجاورة مثل سورية والعراق ولبنان ومصر والأراضي المقدسة ودول أخرى حيث توفي الكثير منهم في الطريق جراء المجاعة والأمراض.
وقال أردوغان.. “لسنا مرغمين على الاعتراف بالابادة الارمنية المزعومة بناء على أوامر أي جهة ولا نقبل امورا مشابهة” مضيفا.. “لقد فتحنا محفوظاتنا ووضعنا أكثر من مليون وثيقة في تصرف المؤرخين واذا كانت ارمينيا تحتفظ بأرشيف أيضا فمن الضروري أن تفتحه كذلك ثم يستطيع المسؤولون السياسيون الجلوس معا والتحدث في هذه المسألة”.
وعبثا يسعى أردوغان تجاهل ما هو معترف به على نطاق واسع من أن مذابح الأرمن تعتبر من جرائم الإبادة الجماعية الأولى في التاريخ الحديث والتي كانت السبب في هروب الأرمن إلى العديد من الدول لأن العثمانيين كانوا يعملون على محو تاريخ وإرث الشعب الأرمني القومي والثقافي واغتصاب وطنه.
وفي المحصلة فإن دعم حكومة أردوغان للتنظيمات الإرهابية المسلحة التي ترتكب المجازر ضد الشعب السوري هو استكمال للمجازر والجرائم بحق الأرمن قبل 99 عاما وسيسجل التاريخ وذاكرة الشعوب اسم أردوغان إلى جانب اسم أجداده والصهاينة كأحد أكبر “سفاحي العصر”.