الشريط الإخباري

مدينة دورا اروبس الأثرية.. ملتقى الجغرافيا والحضارات عبر آلاف السنين

اللاذقية-سانا

توصف دورا اروبس “صالحية الفرات” الواقعة جنوب شرق دير الزور بأنها شرفة مدهشة على ضفة الفرات وملتقى للجغرافيا والحضارات في تاريخ سورية عبر آلاف السنين.

هذه المدينة الأثرية حصلت على جائزة كارلو سكاريا الدولية للمنتزهات الأثرية لعام 2010 لأنها وفقاً للجنة التحكيم وقتها جمعت بصمات حضارية متنوعة خلال الحقب التاريخية مكتنزة غنى في الثقافات كما يبين الباحث الأثري الدكتور بسام جاموس.

جاموس قدم شرحاً مفصلاً لخصوصية المدينة في محاضرة تحت عنوان “دورا اروبس حوض الفرات” بدعوة من جمعية العاديات في اللاذقية حيث وقال إن اسمها دورا باللغة الآشورية يدل إلى “السكن أو الحصن” أما كلمة اروبس فهي يونانية لتصبح دورا اوربس في القرن الثالث أيام حكم الإمبراطور كاراكلا 208 م وصالحية الفرات في عهد صلاح الدين الأيوبي.

واكتشفت المدينة صدفة أثناء حفر الخنادق لبناء حصون عسكرية لمفرزة انكليزية عام 1920 في الموقع فظهرت فيها تماثيل بأحجام كاملة وملابس طويلة وقبعات مخروطية وآثار معبد تدمري مزين بصور جصية يعود تأسيسها للعصرين الهلنستي والروماني كما اكتشف رقيم مسماري كتب عليه ” دامرا اودورا 1400 ” قبل الميلاد.

وتمت إعادة تأسيس المدينة في عهد” سلوقس الأول 312/281″ قبل الميلاد حيث تم ذكر دورا كمركز عسكري لحماية الحدود كما اعتبرت بحكم موقعها على الفرات ميناء تجارياً مهماً بالنظر إلى خطوطها التجارية مع تدمر والممالك الداخلية والخارجية وحوض المتوسط.

وأوضح الدكتور جاموس أن المدينة حملت هويات “هيلينية ورومانية وبرثية واخمينية وساسانية” الأمر الذي انعكس على المكتشفات الأثرية فيها وتنوعها مبيناً أن المدينة ذات مخطط شطرنجي “النموذج الهلنستي للمدن “يحيط بها سوران خارجي وداخلي وأربعة أبراج وتبلغ مساحتها 73 هكتاراً وهي مقسمة لثمانية شوارع متتالية بزوايا قائمة والمنازل فيها بين 3 و4 طوابق وبنيت فيها القلعة أشرفت على الفرات وكان لها 3 بوابات كما احتوت مسرحاً مستديراً وساحة عامة للنشاطات ودور عبادة مختلفة.

وتشير المكتشفات إلى أن دورا اروبس كانت تتمتع بنظام حكم ملكي وفيها قضاء ومحكمة ورجال شرطة وعرفت الزواج والطلاق والشهود بموجب عقود قانونية والحياة الاجتماعية فيها مؤلفة من عدة طبقات اجتماعية فيما قامت الحياة الدينية فيها حول الآلهة والمعابد التي كانت في سورية القديمة.

وأتت نهاية دورا اروبس وفقاً للمحاضر على يد الساسانيين خلال غزواتهم ما جعلها تفقد استقلالها عام 256م.

فاطمة ناصر