دمشق-سانا
اعتمد العرض المسرحي بعنوان “ليست أنا” بشكل أساسي على النص الأصلي بالعنوان ذاته للكاتب الفرنسي صمويل بيكت مع توليفة من نصين آخرين بعد إعداد واءم المجتمع السوري عبر لغة العرض الذي أنتجه المسرح القومي مديرية المسارح والموسيقا.
العرض المنتمي لمسرح مونودراما العبث لعبت البطولة فيه الممثلة توليب حمودة وأخرجه إبراهيم جمعة الذي أعد له السينوغرافيا أيضاً ضمن محاولة لتقديم تصور عن عالم الأوهام والتخيلات المشوهة بأسلوب نقدي للواقع بطريقة رمزية دلالية.
على مستوى الشكل اعتمد المخرج تغيير فضاء مسرح الحمراء بحيث كان العرض والجمهور على الخشبة بالوقت ذاته مع أبعاد جديدة قلصت حجم المسرح ليتسع لخمسين متفرجاً فقط ما أدخل الجمهور باكراً بحالة غرائبية وعبثية كانت هي شرط الفرجة المسرحية من خلال التماشي معها بشروطها مع ظهور فم كبير في وسط الجدار يأتي من جهاز إسقاط طوال وقت العرض والذي كان يتكلم بين الفينة والأخرى بالتناوب مع الممثلة مشكلاً حالة روائية مساعدة في إيصال فحوى العرض.
مخرج العرض جمعة قال في تصريح لـ سانا: “بدأنا بالاشتغال على نص ليست أنا لبيكت ثم أخذنا بعض الأفكار من نصين آخرين للكاتب ذاته يحكيان عن امرأة وحيدة لإشباع التيمة الأساسية للعرض المتعلقة بقضايا الأنثى والجنون الذي يصيب الناس بسبب ظروف الحياة وهو ما جذبنا للنص الأساسي بما يحويه من أفكار مناسبة لهذا الوقت”.
وحول عدم اعتماده على نص محلي في كل التجارب المسرحية التي قدمها اعتبر جمعة أن هناك فقراً بالنصوص المحلية لذلك يقتبس عن نصوص أجنبية وفي كل مرة يلجأ لأسلوب مختلف من الاقتباس بحسب ملاءمته للمجتمع والجمهور السوريين.
ولفت المخرج جمعة إلى أنه في كل عرض يقدمه يحاول تجريب نوع مسرحي جديد فمن المسرح الحركي إلى الواقعي وصولاً إلى مسرح العبث مبيناً أن البحث ما زال مستمراً حتى يجد أسلوبه الخاص.
يذكر أن المخرج إبراهيم جمعة خريج قسم الدراسات المسرحية في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2013 له عروض عدة آخرها عرض بعنوان “معلق” قدم على خشبة معهد الفنون المسرحية.
محمد سمير طحان