الشريط الإخباري

أسافين التدخلات الغربية- بقلم منهل ابراهيم

كمن يعطي لمصاب بداء دفين حبة أسبرين.. هذا المشروع الذي جاءت به الولايات المتحدة إلى المنطقة والذي عنوانه قرص الأسبرين الإنساني وبه تسكن رأس المنظمات الدولية التي ترزح تحت داء الصمت العضال منذ زمن.. وتمضي واشنطن وسط هذا السكون الأممي لإشعال المناطق المأزومة ودق الأسافين مثابرة على لعبة الخداع الإنساني التي تشكل عباءة تتستر بها.. فتسرق وتنهب عبر أسافين تدخلاتها المنبوذة.. ومع هذا فهي في كل جولة تخسر في النهاية وتفشل فشلاً ذريعاً على تخوم العواصم المقاومة لأسافين شرذمتها هي والغرب الذي يساندها في هذه اللعبة الخطيرة.

واشنطن تواصل (رش السكر على الموت) تساندها بعض الدول الغربية في هذا الشعار.. كيف لا وهي صاحبة الحرب المجنونة الظالمة التي تخوضها بمشاركة الغرب ضد استقرار المنطقة وضد دول رفضت السير في قافلتها وكذلك ضد دول خارج حدود منطقتنا هي الأخرى لم تلج في زواريب أميركا الضيقة والبشعة.

ومن وجوه ظاهرة (رش السكر على الموت) والرقص الإنساني على دماء الضحايا ما نشهده اليوم وتمر به بعض دول المنطقة مع استخدام التحايل على القانون الدولي لمحاصرة تلك الدول عبر قوانين فارغة وجائرة تم تعويمها عبر حيل وأياد أمسكت بحبال وهمية وعناوين إنسانية مخادعة تمدد باطل وغرور وعربدة واشنطن من جوانبها تمهيداً للتدخل السافر في دول المنطقة لسرقة تعب أهلها وموارد أرضهم.

وكما هو حاصل اليوم فإن موضوع حقوق الإنسان أصبح شماعة للتدخلات ولا تتعامل مع هذه القضية دول كأميركا إلا بما يخدم مصالحها بحيث يكون ملف حقوق الإنسان آلية للضغط على دول تعارض سياساتها.

ما يحصل من ظلم إنساني كبير على يد واشنطن ومن يرقص معها رقصة الموت في المنطقة جريمة موصوفة وأفعال يجب تجريمها وتجريم التدخلات في شؤون الدول وما ينجم عنها من مظالم وتضييق على الشعوب في لقمة العيش ومناحي الحياة الاقتصادية على وجه التحديد.. فالاقتصاد هو عصب الحياة وشل هذا العصب يعني شل الحياة وهو أمر لا يمكن السكوت عنه لأن تداعياته كارثية تتعدى حدود المنطقة.

من مصلحة المنظمات الدولية والعالم أجمع بكل قواه الكبرى الوقوف في وجه التغول الأميركي وتهديدات حلفائه الغربيين لأمن المنطقة والعالم في ظل القاعدة الأولى من اللعبة الأميركية وهي لعبة التفرد الدولية.. والتي أصبح كسرها واجباً عالمياً يقع على عاتق الدول الكبرى التي تعارض سياسات واشنطن في التفرد.. وإن تجاوزت تلك الدول هذه القاعدة فإنها تستطيع تجاوز الصلف الأميركي فتبقى تحركات واشنطن وحلفاؤها محدودة وبما لا يخرّب النظام العالمي الكبير الذي يتسع للجميع.

واشنطن تعي ذلك.. لذلك كان ولا يزال مبدؤها منذ الحرب الباردة يتلخص في أن مصلحة الولايات المتحدة تتطلب منع حدوث تقارب كبير بين موسكو وبكين… ومن بين النصائح الجيوسياسية التي تركها هنري كيسنجر لقادة أميركا في المستقبل (يجب أن تبقى روسيا منفصلة عن الصين).. وسعت إدارة دونالد ترامب جاهدة لتحقيق ذلك.. ولن يكون جو بايدن إلا كسلفه على النهج والطريق نفسه.

انظر ايضاً

ما وراء طرح دولة منزوعة السلاح ..؟ بقلم: ديب حسن

أخفق العدوان الصهيوني في غزة وعرى الكيان العنصري أمام العالم كله، ومعه الغرب الذي يضخ …