موسكو-سانا
أكدت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو ستواصل بذل كل ما في وسعها من اجل تسوية الأزمة الأوكرانية وبما يخدم السلم والاستقرار في أوكرانيا.
وذكرت الخارجية الروسية في بيان لها اليوم “إن الأوضاع في مناطق جنوب شرق أوكرانيا قد تدهورت بشكل حاد مجددا” مشيرة إلى استمرار سقوط القتلى ووقوع الدمار الكبير بمواقع البنى التحتية في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك بسبب هجوم القوات الأوكرانية وقصفها المستمر للمدن والقرى.
وأضاف البيان “إن جميع ذلك يحدث تزامنا مع تصريحات القيادة الأوكرانية المعسكرة وتزامنا مع تعاظم وتيرة زيارة ممثليها إلى منطقة ما يسمى بـ “عملية مكافحة الإرهاب” وهي ليست إلا عملية تنكيل” لافتة إلى إطلاق سلطات كييف حملة جديدة من التعبئة العسكرية.
وأوضح البيان أن تدهور الأوضاع في جنوب شرق أوكرانيا يتزامن مع قدوم قائد القوات البرية الأمريكية في أوروبا إلى أوكرانيا.
وأضاف البيان “لا نسمع في ظل ذلك أي عبارات عتاب توجه إلى الصقور الأوكرانيين من قبل الدول الغربية بل عوضا عن ذلك تتضاعف التصريحات حول النية في فرض عقوبات إضافية ضد روسيا الاتحادية”.
وأعربت الخارجية الروسية في بيانها عن الأمل في أن يبدأ الشركاء الغربيون بالتأثير بشكل بناء في سياسة كييف بما يخدم التسوية السلمية للأزمة الأوكرانية.
وفي هذا الصدد أعادت الخارجية الروسية إلى الأذهان أنه من المقرر انعقاد اجتماع طارئ لمجلس الاتحاد الأوروبي في 29 من الشهر الجاري في بروكسل وقالت “على ما يبدو فإن المجلس سيبحث في هذا الاجتماع مجددا تلبية جميع مطالب كييف عوضا عن بحث التسوية”.
وأضافت الخارجية الروسية “يبدو أن الغرب يحاول استبدال عملية سياسية جدية ترمي إلى وضع حل دائم للأزمة الأوكرانية بتكتيك التلاعب الوقح بالوقائع واللعب على تصريحات محددة وحملات إعلامية مدوية”.
وتابعت الخارجية الروسية “عوضا عن التحقيق الجدي في الحوادث المأساوية الكبيرة بما فيها حادث تحطم طائرة الركاب الماليزية وحادث القتل الجماعي الذي تعرض له الناس في أوديسا في أيار الماضي والقصف الهمجي لمركز مدينة دونيتسك ستتم هذا الشهر المراهنة على إثارة حملة دعائية هستيرية لتحميل المقاومة الشعبية المسؤولية عن جميع ما يحدث وتبييض صفحة كييف بالكامل”.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن واشنطن وبروكسل لم تكلفا نفسيهما مطالبة السلطات الأوكرانية بالكف عن قصف المدن والقرى في منطقة دونباس “جنوب شرق أوكرانيا” وتعكفان وبوقاحة على تسمية هذه الممارسات الإجرامية التي يسقط ضحيتها المسنون والنساء والأطفال تطبيقا لحق تقرير المصير.
ولفتت الخارجية إلى أن الغرب يلتزم الصمت حيال الحصار الذي تفرضه كييف على جنوب شرق أوكرانيا الأمر الذي صارت تحذر من مغبته الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة ومنظمة أطباء بلا حدود وغير ذلك من منظمات غير حكومية وتنبه إلى قرب حلول كارثة إنسانية هناك.
وأكدت الوزارة أن السبيل الوحيد المتاح لوقف المعاناة الإنسانية وتخطي الأزمة العميقة التي تعانيها الدولة الأوكرانية يتمثل في إرغام كييف على بدء حوار جدي مع جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين والبحث عن حل سياسي وسط يتم ترسيخه عبر إصلاحات دستورية يقبلها الجميع.
وكانت وزارة الخارجية الروسية طالبت اليوم بإجراء تحقيق مفصل حول قيام القوات الأوكرانية بشن هجوم على كنيسة في منطقة النصب التذكاري الوطني “بابي يار” في كييف وفرض عقوبة صارمة بحق المذنبين.