بوتين يحذر من خطر المعايير المزدوجة في التعامل مع القضايا الدولية

موسكو-سانا

حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خطر المعايير المزدوجة في التعامل مع القضايا الدولية.

ونقل موقع روسيا اليوم عن بوتين قوله اليوم أثناء مراسم إحياء الذكرى السبعين لتحرير معسكر الاعتقال النازي في اوشفيتز “إن التاريخ يظهر مدى الخطورة التي قد يسببها السعي للسيطرة على العالم والمآسي من محاولات الضغط عن طريق القوة على سيادة الدول وعدم احترام الشعوب” مضيفا ..”جميعنا يعلم مدى خطورة المعايير المزدوجة الهدامة” وذلك في إشارة إلى المأساة في جنوب شرق أوكرانيا حيث يتم قتل المدنيين بدم بارد في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ومناطق أخرى.

ودعا بوتين إلى محاربة النازية الجديدة بكل مظاهرها مؤكدا أن الشعب الروسي  كان له النصيب الأكبر في الانتصار على النازية.
وأوضح بوتين أن محاولات إعادة كتابة التاريخ هي أمر غير مقبول وغير أخلاقي مشيرا إلى أن الإقدام على مثل هذه المحاولات في كثير من الأحيان يكمن في الرغبة بإخفاء العار والجبن والنفاق  والخيانة وتبرير بشكل مباشر أو غير مباشر مساعدة النازيين.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعا أمس الشركاء الغربيين ولاسيما ألمانيا وفرنسا المشاركتين في رباعي النورماندى إلى عدم القيام بأي اجراءات يمكن أن تعيق الاتصالات لإنهاء الأزمة في جنوب شرق أوكرانيا منتقدا عدم تنديد الغرب بالعمليات العسكرية التي تقوم بها سلطات كييف وعدم بذله جهودا لتنفيذ اتفاق مينسك الموقع العام الماضي لحل الأزمة الأوكرانية.

روسيا شريك أمين في سوق الأسلحة العالمية ولا تربط تنفيذ التزاماتها باعتبارات سياسية

من جهة أخرى أعلن بوتين أن روسيا تعتبر شريكا أمينا للدول في سوق الأسلحة العالمية.

ونقل موقع روسيا اليوم عن بوتين قوله في جلسة للهيئة الحكومية للتعاون مع الدول الأجنبية في المجال العسكري التقني ان موسكو “متمسكة بالتزاماتها في هذا المجال ولا تربط تنفيذها باعتبارات سياسية” .
وذكر الرئيس الروسي ان حجم الصادرات العسكرية للبلاد في العام الماضي تجاوز 15 مليار دولار بالإضافة إلى عقد صفقات جديدة تقدر بنحو 14 مليار دولار.

وأشار إلى أن الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية الصنع لا تزال واحدة من الأكثر طلبا في العالم لافتا الى أن الصادرات من المنتجات العسكرية رفيعة التكنولوجيا ذات أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا وخاصة في ظل الأوضاع الجيوسياسية غير السهلة اليوم.

وصدق الرئيس الروسي نهاية العام الماضي على الصيغة الجديدة للعقيدة العسكرية لروسيا الاتحادية التي أبقت على نظام استخدام الأسلحة النووية كما كان عليه آخذة بعين الاعتبار التهديدات المرتبطة بالوضع في أوكرانيا وتعزيز قدرات حلف الناتو على الحدود الروسية ونشر منظومات الدرع الصاروخية في العالم.

 ناريشكين: سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بالنسبة لأوروبا “شر مطبق” ويجب التحرر منه 

من جانبه دعا رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكين الدول الأوروبية إلى التحرر من الإملاء الأمريكي واصفا سياسة الولايات المتحدة بـ “الشر المطبق” بالنسبة لأوروبا.

ونقل موقع روسيا اليوم عن ناريشكين قوله في جلسة لطاولة مستديرة نظمت في إطار جلسات الدورة الشتوية للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في ستراسبورغ إنه “يقصد سياسة واشنطن بالذات وليس الشعب الأمريكي الذي لا ينوي شرا لشعوب أخرى”.

وأضاف البرلماني الروسي “ما دامت أوروبا تخضع لإملاء واشنطن فإن استقرار القارة الأوروبية وأمنها سيكونان في خطر كبير”.

وأشار ناريشكين إلى أن على الساسة الأوروبيين أن يكفوا عن هستيريا العداوة تجاه روسيا والى أن إلقاء اتهامات لا أساس ولا منطق لها ضد روسيا أصبح ممارسة شائعة وأن هذا التصرف من قبل ساسة يحظون بثقة الشعوب الأوروبية يعد أمرا غير أخلاقي.

وتابع ناريشكين إن “إلغاء جميع العقوبات المفروضة ضد روسيا هو ما سيكون تأكيدا نهائيا على عودة أوروبا إلى وعيها بالواقع” موضحا أن الأزمة في أوكرانيا طبيعتها داخلية وأن جذورها وسبل تسويتها توجد داخل أوكرانيا مضيفا “إن هذه البلاد لا تنحصر في سلطات كييف وأنصارها لأن منطقة دونباس جزء من أوكرانيا”.

وأشار رئيس مجلس الدوما إلى أن “الطريق إلى وقف الحرب في البلاد وإعادة السلام والشرعية في أراضيها يمر عبر حوار اجتماعي واسع بمشاركة جميع القوى السياسية في أوكرانيا وجميع أقاليمها أما المسألة المحورية التي يجب أن تكون محط نقاش فهي مسألة شكل نظام الدولة الأوكرانية”.

ودعا ناريشكين إلى إعادة مستوى الثقة في أوروبا الذي هو الآن عند حد خطر جدا مضيفا إن هذه المهمة تتطلب جهودا كثيفة من قبل هؤلاء الذين يهتمون بإعادة الاستقرار والسلام والشرعية في القارة الأوروبية.

وأعرب ناريشكين عن أمله في أن تدعم الجمعية البرلمانية بأغلبية المشاركين فيها إعادة تمكين البرلمانيين الروس من خوض الحوار المتساوي مع زملائهم الأوروبيين في إطار هذه الهيئة البرلمانية الدولية.

وكان وزير الخارجية الروسى سيرغي لافروف دعا أمس الشركاء الغربيين ولاسيما ألمانيا وفرنسا المشاركتين في رباعي النورماندي إلى عدم القيام بأي إجراءات يمكن أن تعيق الاتصالات لإنهاء الأزمة في جنوب شرق أوكرانيا منتقدا عدم تنديد الغرب بالعمليات العسكرية التي تقوم بها سلطات كييف وعدم بذله جهودا لتنفيذ اتفاق مينسك الموقع العام الماضي لحل الأزمة الأوكرانية.

دولغوف: النازية الجديدة تمثل تحديا شديد الخطورة للمجتمع الدولي

في سياق متصل أكد قسطنطين دولغوف مفوض الخارجية الروسية لشؤون حقوق لإنسان والديمقراطية وسيادة القانون أن النازية الجديدة تمثل تحديا شديد الخطورة ليس لأوروبا فحسب بل للمجتمع الدولي بأسره.

وقال دولغوف في حديث لقناة روسيا 24 ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حدد موقفه المبدئي من سياسة التغاضي عن النازية الجديدة وبالتحديد في أوكرانيا والتي يمارسها الغرب.

موضحا ان ظواهر مثل النازية الجديدة والكراهية والعنصرية والإسلاموفوبيا تعتبر بمثابة قنبلة موقوتة تهدد بتفجير الأمن والاستقرار الدوليين.

من جهة أخرى أكد دولغوف أن روسيا ستعمل على جميع المستويات لوقف التصرفات غير القانونية للولايات المتحدة بحق المواطنين الروس.

وقال دولغوف إن ملاحقة المواطنين الروس من قبل الأجهزة الأمنية الأمريكية مستمرة وبشكل منهجي وعدد هذه الحوادث لم يقل بل على العكس يزداد ويمكن ضرب أمثلة كثيرة على ذلك خلال الفترة الأخيرة.

وتابع دولغوف من دون شك فإن مواطنينا لا تنتظرهم محاكمة عادلة في الولايات المتحدة وهذه الحالة تمثل إزعاجاً كبيراً في علاقتنا مع الولايات المتحدة ونحن سنستمر في طرح هذه المسألة على جميع المستويات بما في ذلك على أعلى مستوى أمام الأمريكيين وسنسعى إلى وقف التصرفات غير القانونية.

وحول تقرير وزارة الخارجية البريطانية حول مراعاة حقوق الانسان في العالم قال دولغوف ان “الفصل الروسي من التقرير متحيز ومسيس” موضحا أن التقرير يعاني من نفس الخلل والنواقص التي كانت تتميز بها التقارير السابقة ونحن نرى من جديد تقييمات منتقاة ومبتذلة وتجاهل الحقائق واستخدام المقاييس المزدوجة المرغوبة جدا من قبل لندن وعدد من العواصم الغربية الأخرى.

وتابع دولغوف لنتحدث بصراحة فهذه الوثيقة متحيزة ومسيسة ومشبعة بأعلى درجات معاداة الروس في أوساط النخبة البريطانية الرسمية الى درجة انها ليست بحاجة الى تعقيب مفصل من جانبنا.

وأشار دولغوف الى ان هناك شيئا آخر جديرا بالاهتمام فالسلطات البريطانية حينما تواصل تلقين وتعليم البلدان الأخرى كيفية بناء الديمقراطية فإنها تلتزم الصمت عن الوضع البائس في بلادها في هذا المجال.

واوضح دولغوف ان هناك مشاكل كثيرة تراكمت في بريطانيا حيث تم خلال الدورة الثانية لعملية الاستعراض الدوري الشامل في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان توجيه اكثر من 130 توصية تتعلق بتصحيح الخلل والنواقص الموجودة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان للسلطات البريطانية ومع ذلك فان محاولات التمعن في اسباب ذلك واعطاء تقييم للحقائق المتعددة لانتهاك حقوق الانسان تغوص احيانا في خضم التلاعبات السياسية.

انظر ايضاً

بوتين: روسيا ودول أفريقية تتطلع لنظام عالمي متعدد الأقطاب قائم على المساواة والعدالة

موسكو-سانا أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا والدول الأفريقية تتشارك بتطلعاتها لنظام عالمي متعدد …