الجريح البطل عامر جابر ينهض بمشروع تجاري

اللاذقية-سانا

تفرد المؤسسات الرسمية والأهلية جل إمكاناتها لدعم جرحى الجيش العربي السوري ممن أصيبوا في الحرب على الإرهاب لتكون لهم سندا يمكنهم من متابعة حياتهم وتأمين لوازمهم واحتياجات أسرهم.

الجريح البطل عامر جابر من منطقة مشقيتا في ريف اللاذقية هو أحد نماذج الشجاعة والإقدام ممن ضربوا مثلا في البطولة خلال دفاعهم المقدس عن أرض سورية في حرستا قبل أن تصيبه رصاصة إرهابي غادر ماجعلته عاجزا عن الحركة.

لكن الأيادي البيضاء من حوله لم تتركه يواجه مصيره وحده كما تحدث لنشرة سانا الشبابية بل سعت إلى احتضانه وأسرته المكونة من أم وثلاثة أخوة حيث قامت دائرة تنمية المرأة الريفية في وزارة الزراعة بتمويل مشروعه التجاري الصغير وهو عبارة عن محل لبيع الألبسة والبياضات المختلفة في قريته حيث اختار بنفسه هذه الفكرة التي لاقت قبولا فوريا من قبل القائمين على الدائرة.

وأضاف جابر: تم تأمين ترخيص لنا لبناء غرفة مجاورة للمنزل كمقر للمحل التجاري كما زودتنا الدائرة بتمويل كاف للنهوض بالمشروع الصغير فعمدت والدتي إلى شراء الملابس النسائية والرجالية وألبسة الأطفال بالإضافة إلى الشراشف والمناشف ومختلف أنواع البياضات بعد أن تم تزويدها من قبل متخصصين في الدائرة ببعض الإرشادات والتوجيهات للانطلاق على نحو سليم في العمل.

وكانت هذه الاستشارات بمثابة حجر الأساس كما أوضح جابر حيث تم تعريفنا على مصادر توريد الألبسة والمواد النسيجية التي سيصار إلى التعامل بها في المحل والذين زودونا بدورهم بأكثر الألبسة والموديلات والألوان رواجا وطلبا من قبل الزبائن وكيفية تدبير الامور المالية في المحل وفصل الربح عن رأس المال وسواها من المعلومات الضرورية.

وكانت البداية رغم تواضعها موفقة إذ إن المشروع بدأ خلال أشهر قليلة يدر على الأسرة ربحا مقبولا يساعدها على تلبية الكثير من متطلباتها الحياتية مشيرا إلى أن أفراد الأسرة تناوبوا على العمل في المحل وقد ساعدت مجاورة المحل للمنزل على تسهيل الكثير من الأمور وفتحه طوال ساعات النهار تقريبا الأمر الذي جعل الزبائن أكثر إقبالا.

وأكد جابر أن هذا المشروع المدر للدخل لم يساعده على تحمل أعباء واقعه الجديد وحسب بل جعله أكثر أملا وتفاؤلا بالمستقبل وخاصة أن الدولة التي احتضنته لينهض بهذا العمل تسعى في الوقت نفسه إلى علاجه مجانا و تأمين كافة متطلبات العلاج الفيزيائي له على أمل التحسن السريع و العودة إلى الحركة من جديد.

وتابع: مهما قدمنا للوطن الذي لم يتخل عنا منذ لحظة ولادتنا وحتى اليوم فإننا نبقى عاجزين عن رد الجميل لهذه الارض المقدسة التي افتخر بأنني حصلت على شرف الدفاع عنها يوما ما في وجه الإرهاب الحاقد وكم أتمنى أن أعود معافى من جديد لأهرع مرة أخرى للدفاع عن الوطن فأكمل المهمة النبيلة التي كنت اقوم بها قبل إصابتي.

واختتم بالإشارة إلى أن وجود دولة حاضنة لأبنائها في كل تفصيل صغير يساعد كل فرد فيها على الشعور بالطمأنينة والاستقرار مهما واجهه من ظروف صعبة و في هذا الكثير من الراحة النفسية العميقة التي تجعل الإنسان السوري فخورا باسم بلده العالي على الدوام.

مي قرحالي