دمشق-سانا
أقام المنتدى العراقي أمسية شعرية ألقى فيها الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق مجموعة من قصائده الشعرية التي تناولت الأزمة التي تمر بها سورية وأبعادها الاجتماعية والنفسية بعد المؤامرة التي ألمت بالشعب السوري ومدى استعداده للوقوف في وجه هذه المؤامرة.
وفي قصيدته طفل الرصيف عبر العتيق عن النكبة التي يعيشها الأطفال بعد تشرد أهلهم وذويهم جراء إرهاب العصابات المسلحة ففقدوا بيوتهم وأراضيهم وراحوا يبحثون عن لقمة العيش بين المصاعب والمشقات هم واطفالهم مصممين على التحدي والصمود والبقاء تحت شعار العيش الكريم فقال فيها..
وعلى رصيف الموت تغتال .. الطفولة والبراءة والعفاف
الشمس تنكر ظلها .. والنهر يفتقد الضفاف
ورد جميل حالم مثل القمر … تلهو به كف القدر
يا حيرة الطفل الحزين .. والياسمين
وفي نصه “عمى القلوب” صور العتيق جرائم القتل التي يرتكبها الطامعون بأبنائنا السوريين ومدى الحقد الأسود الذي ينفثونه كالسموم من أجل ما يطمعون به من خيرات ومحاولة تمزيق الشخصية الحضارية السورية وإلغاء فكرة المقاومة فقال..
ظلام الجهل من وأد الصهيلا ..
وشوه فارسا جيلا فجيلا
وأمعن في رياض الروح قتلا
يبدل فرحنا حزنا طويلا
تسرب في غضون الريح لصا
فسبي الطهر سماه النبيلا
وبرغم تداعيات الأزمة رصد العتيق حالة سقوط الثلج في شتائها القارس وتداعت في مخيلته الذكريات ثم قارن بين الماضي والحاضر وحاول أن يعبر عن أحزان جميع المنكوبين الذين فقدوا المتعة بجمال الثلج ولاسيما أنه عنوان الخير والعطاء للبلاد فقال في نصه “جدتي والثلج”..
ثلج مطر.. ثلج مطر
سياب يا قلب العراق وخفقه
في شعره يحلو السمر
والزهر غادر حسنه
والجار يأكل ضيفه
والظل خاصمه الشجر
ثلج مطر.. ثلج مطر
لقد اختلفت المعاني في القصائد الشعرية التي تناولها العتيق كما جاءت على بحور مختلفة في البسيط والكامل إضافة إلى قصيدة التفعيلة التي عارض فيها بدر شاكر السياب فأسقطها على النزيف العربي إلا أن القصائد التي ألقاها تذهب باتجاه التصدي للأزمة ومحاولة انتشارها في سورية والعراق.
كما غلب على القصائد العاطفة الشعورية التي اشتعلت بسبب معاناة الشعب السوري ومحاولة انتقاء ألفاظ وتعابير بسيطة وقريبة من المتلقي.
محمد الخضر