البحث عن الحل السياسي ينبغي أن يكون معركة السوريين- الوطن العمانية

مع الجهود الحثيثة لتوفير المناخات الملائمة لعقد حوار سوري بهدف ايجاد حل سياسي للأزمة السورية، وفي ظل الجهود التي تبذلها الحكومة السورية لتعميم المصالحات، ورغم تأكيد المعارضة السورية التي التأمت في القاهرة في بيانها بند مهم هو تجفيف منابع ما يحصل عليه الارهابيون، وكان يعني ذلك ولأول مرة في أدبيات تلك المعارضة الإشارة إلى دول إقليمية معينة في هذا المجال كمنبع أساسي ورئيسي للسلاح والتمويل عموما لكل قوى الارهاب، رغم ذلك تمضي الأطراف والقوى المتدخلة في هذه الأزمة في وضع العراقيل في طريق هذه المساعي، وذلك بالايعاز الى أدواتها السورية لرفض هذه الجهود والمشاركة في حوار موسكو من ناحية وتصعيد الأعمال الارهابية على الساحة السورية من ناحية أخرى. وفيما كانت الدولة السورية تستعد للذهاب الى موسكو بكل الرغبة في البحث عن حل للأزمة في سورية، كان هنالك اتفاق أميركي تركي في إعادة تدريب 15 ألف مما يسمى المعارضة السورية ” المعتدلة”، دون أن يعرف من هي تلك المعارضة ومم تتألف وكيف عليها ان تكون معتدلة.

ومع ذلك لابد من الاعتراف بأن الحل السياسي في سورية يعني بالدرجة الأولى حوارا سورية سورية. وعملية الانقاذ المرجوة تقوم على هذا الهدف وبواسطة السوريين وحدهم، لكن ما العمل اذا كان بعض المعارضات، تريد عدم المشاركة في الحل السياسي، حتى من تمت تسميتهم بالمعتدلين ذات يوم ومن لم يرف لهم جفن حتى الآن للأوضاع السيئة التي تمر بها بلادهم.

من جهتها الحكومة السورية لم تبخل منذ نشوب الأزمة المستعصية في تقديم كل ما من شأنه انجاح أي حوار او مؤتمر، وكان هو أول من أقام مؤتمرات لهذه الغاية حين جمع في العام 2011 و 2012 اعدادا غفيرة من ذوي الاتجاهات المختلفة بما فيها المعارضة الداخلية وجرت على مدى أيام محاولات البحث عما يمكن الاتفاق عليه من أجل مستقبل سورية، بل إن الحكومة السورية ذهبت الى تغيير مواد في الدستور لهذه الغاية.

ولايختلف اثنان على أن الازمات التي تعانيها المعارضة السورية وعدم توافقها على مفاهيم جامعة، ساهم حتى الآن في إفشال كل ما يؤدي الى ذاك الحل المفترض. فتلك المعارضات لكل منها محركه ومموله وداعمه وهو الذي يملي عليها ما يحقق مصالحه بعيدا عن أية مصلحة سورية. وفي حين أن لبعض المعارضات قوة في الميدان، نعرف بالمقابل ان معارضات اخرى قد لاتمون سوى على شخصها. فهل ثمة من يمون مثلا على ” داعش ” و ” النصرة ” وسواهما من التنظيمات الارهابية ، اذا كان ثمة من جواب فليتحمل الطرف القادر ما يستطيع فرضه على هذه التنظيمات الارهابية، التي نعتقد أنها خارج سرب الحوار، ولايمكن وضع حد لها الا بتجفيف منابعها.

من هنا نفهم، ان الضرورة باتت ملحة لاخراج تلك المعارضات مما هي فيه او اسكاتها او اعتبارها غير موجودة.

إن معركة البحث عن حل سياسي يفترض أن تكون معركة الوطنيين السوريين نظاما ومعارضة وهوية هذا العام الذي ستبلغ فيه الأزمة عامها الخامس، وتغيير اتجاه الريح لتتمكن سورية من الوصول الى وفاقها الوطني والرسو على ساحل الحل الذي يستظل به كل الوطنيين السوريين وتنعم فيه سورية بالوحدة والأمن والاستقرار والقوة.

رأي الوطن

انظر ايضاً

الوطن العمانية: عودة سورية إلى الجامعة العربية تعيد الدور العربي لمكانته الصحيحة

مسقط-سانا أكدت صحيفة الوطن العمانية في افتتاحيتها اليوم أن العودة السورية إلى الجامعة العربية تمثل …